×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

وقوله تعالى: ﴿وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ [النحل: 36].

****

والله يقول: ﴿مَآ أُرِيدُ مِنۡهُم مِّن رِّزۡقٖ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطۡعِمُونِ [الذاريات: 57]، لا ليتكثَّر بهم من قِلَّة، ولا ليتعزَّز بهم من ذِلَّة سبحانه وتعالى، وإنما خلقهم لعبادته، ومصلحة العبادة راجعة إليهم هم.

فهذه الآية فيها بيان معنى «التوحيد» وهو: العبادة، وليس «التوحيد» معناه: الإقرار بالربوبية - كما يقول الضلال - وإنما معناه العبادة، أي إخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى.

قال: «وقوله: ﴿وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ [النحل: 36] » يُخبر سبحانه وتعالى أنه بعث في كل أمة، و «الأمة» معناها: الجماعة والجيل والطائفة من الناس ﴿فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا، و «الرسول» هو: من أوحي إليه بشرع وأُمِرَ بتبليغه، والرسل كثيرون، منهم من سَمَّى الله جل وعلا لنا في القرآن، ومنهم من لم يُسَمِّ لنا ﴿وَرُسُلٗا قَدۡ قَصَصۡنَٰهُمۡ عَلَيۡكَ مِن قَبۡلُ وَرُسُلٗا لَّمۡ نَقۡصُصۡهُمۡ عَلَيۡكَۚ [النساء: 164] فنحن نؤمن بجميع الرسل من أوَّلهم إلى آخرهم، مَن سمى الله لنا ومَن لم يسم، والإيمان بالرسل أحد أركان الإيمان الستة.

﴿أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ هذا مثل: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ [الذاريات: 56] فكما أن الله خلق الخلق لعبادته كذلك أرسل الرسل - أيضًا - لعبادته سبحانه وتعالى، ما أرسل الرسل يعلمون الناس الفلاحة والزراعة والصناعة، ولا ليعلموهم الأكل والشرب، ولا ليعلموهم أن يقروا بوجود الرب والربوبية، إنما أرسل


الشرح