×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

الرسل ليأمروا الناس بعبادة الله سبحانه وتعالى الذي هو ربهم، والذي يعترفون أنه ربهم وخالقهم سبحانه وتعالى.

﴿أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ هذا أمر، ﴿وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ هذا أمر بمعنى النهي. والطاغوت: مأخوذ من الطغيان؛ وهو مجاوزة الحَدِّ في كل شيء، والطاغوت يُطلق ويُراد به الشيطان، وهو رأس الطواغيت - لعنه الله - ويُطلق ويُراد به الساحر والكاهن، والحاكم بغير ما أنزل الله، والذي يأمر الناس باتباعه في غير طاعة الله يسمى طاغوتًا، والطاغوت - كما يقول ابن القيم -: «كل ما تجاوز به العبد حَدَّه من معبود أو متبوع أو مطاع فهو طاغوت».

فالله أمرنا بعبادته سبحانه وتعالى واجتناب الطاغوت، والمراد بالطاغوت: كل ما عُبِد من دون الله من الأصنام والأوثان، والقبور والأضرحة وغير ذلك، كلها تسمى طواغيت، لكن من عُبِد من دون الله ولم يرضَ بذلك فهذا لا يُسمى طاغوتًا؛ مثل: عيسى عليه السلام، كذلك: عباد الله الصالحين كالحسن والحسين، والأولياء الذين لم يرضوا أن يُعبَدوا من دون الله؛ هؤلاء لا يسمون طواغيت، ولكن عبادتهم عبادة للطاغوت الذي هو الشيطان، فهؤلاء الذين يعبدون الحسين وأمثاله، هؤلاء يعبدون الشيطان؛ لأنه هو الذي أمرهم بهذا: ﴿وَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ جَمِيعٗا ثُمَّ يَقُولُ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ أَهَٰٓؤُلَآءِ إِيَّاكُمۡ كَانُواْ يَعۡبُدُونَ ٤٠ قَالُواْ سُبۡحَٰنَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمۖ بَلۡ كَانُواْ يَعۡبُدُونَ ٱلۡجِنَّۖ أَكۡثَرُهُم بِهِم مُّؤۡمِنُونَ ٤١ يعني: الشياطين، ﴿أَكۡثَرُهُم بِهِم مُّؤۡمِنُونَ [سبأ: 40- 41].

فـ ﴿وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ يعني: كل ما يُعبَد من دون الله عز وجل.


الشرح