وأما العبادة في
الشرع فهي كما عرَّفها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «اسم جامع لكل ما يحبه
الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة» العبادة هي: فعل ما شرعه
الله سبحانه وتعالى فالصلاة عبادة، والصوم عبادة، والحج عبادة، وصِلة الأرحام
عبادة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عبادة، والإحسان إلى اليتيم عبادة، إلى
آخره، كل ما شرعه الله فهو عبادة، ليست العبادة: أن الإنسان يتقرب إلى الله بشيء
من عند نفسه فهذه بدعة، وكل بدعة ضلالة، إذًا العبادة: ما شرعه الله من الأقوال
والأعمال الظاهرة والباطنة؛ لأن العبادة منها ما هو على الجوارح والأعضاء الظاهرة،
مثل: الصلاة، والجهاد في سبيل الله، هذا ظاهر على الجوارح، تتحرك، تعمل، ومنها ما
هو على اللسان مثل: الذكر «سبحان الله والحمد لله» هذه عبادة باللسان،
ومنها ما هو بالقلب مثل: الخوف، والخشية، والرغبة، والرهبة، والرجاء، هذه أعمال
قلوب؛ فالعبادة تكون على القلوب، وتكون على الألسنة، وتكون على الجوارح.
﴿وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡٔٗا﴾ لَمَّا أمر بعبادته - سبحانه - نهى عن الشرك؛ لأن الشرك يفسد العبادة، كما أن الحدث يفسد الصلاة والطواف، كذلك الشرك يفسد العبادة، ولذلك نهى الله سبحانه وتعالى عنه.