وإذا قيل: ما أعظم المنكرات؟ تقول: الشرك بالله؛
وإذا قيل: ما هو أكبر الكبائر؟ تقول: الشرك بالله، كما قال النبي صلى الله عليه
وسلم: «إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ: الشِّرْكَ بِاللهِ» ([1]).
فالشرك - والعياذ
بالله - هو أخطر الذنوب، وأعظم ذنب عُصي الله به، وهو: عبادة غيره معه سبحانه
وتعالى بصرف أيِّ نوعٍ من أنواع العبادة لغير الله.
﴿أَلَّا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡٔٗا﴾ هذا نهيٌ من الله سبحانه وتعالى عن الشرك به؛ وهو أعظم
ما حرم ربكم عليكم؛ فأنتم تستحلُّون أعظم المحرَّمات - وهو الشرك -.
﴿أَلَّا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡٔٗا﴾ وكلمة ﴿شَيۡٔٗا﴾ يقول العلماء: نكرة في سياق النهي تعمُّ كلَّ ما عُبد
من دون الله عز وجل سواءٌ كان مَلَكًا أو نبيًّا أو وليًّا أو صالحًا من الصالحين
أو شجرًا أو حجرًا أو قبْرًا أو غير ذلك، كله يعمُّه كلمة: ﴿شَيۡٔٗا﴾ فهي كلمة عامة؛ يعني: أي شيء من الأشياء لا يجوز أن
يُصرَف له شيء من عبادة الله سبحانه وتعالى.
وأيضًا ﴿أَلَّا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡٔٗا﴾ يشمل كلَّ أنواع الشرك الأكبر والأصغر، فليس هناك شيء من الشرك يُتَسامَح فيه لا أكبر ولا أصغر؛ لأن قوله - تعالى -: ﴿شَيۡٔٗا﴾ كلمة عامَّة تنفي جميع الشرك كبيره وصغيره، كما أنها تمنع أن يُشرَك مع الله أحد كائنًا من كان، لا الملائكة المقرَّبون، ولا الأنبياء والصالحون، ولا الجمادات،
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (3020)، وأحمد رقم (16043).