×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

 ولا الأشجار، ولا الأحجار، ولا القبور، ولا أيُّ شيء؛ لا يجوز أن يُصرَف شيءٌ من العبادة لغير الله، لا النذور، ولا الذبائح، ولا الطواف، ولا الدعاء، ولا الخوف، ولا الرجاء، ولا الرغبة، ولا الرهبة؛ لا يجوز ذلك سواءٌ كان شركًا أكبر أو شركًا أصغر، سواء كان شركًا جَليًا ظاهرًا أو شركًا خفيًا في القلوب.

﴿وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًا أي: وصَّاكم أن تُحسنوا بالوالدين إحسانًا؛ فكلمة: ﴿إِحۡسَٰنًا منصوبٌ على فعل محذوف، تقديره: وأحسنوا بالوالدين إحسانًا؛ وهذا - كما ذكرنا في القاعدة المتقرِّرة -: أن الله - سبحانه - يبدأ بحقه أوّلاً ثم يثنِّي بحق الوالدين دائمًا وأبدًا، إذا أمر بتوحيده أمر أيضًا ببرِّ الوالدين، هذا في كثير من الآيات.

فهذا فيه الأمر بالإحسان إلى الوالدين بالبر، والصِّلة، والإكرام، والتوقير أحياءً وأمواتًا: أما برُّهم في الحياة فبالإحسان إليهما بالكلام اللِّين، والتواضُع، والنفقة، والقيام بخدمتهما، والتماس رضاهما في غير معصية الله سبحانه وتعالى كما قال - تعالى -: ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ إِمَّا يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفّٖ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلٗا كَرِيمٗا ٢٣ وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرٗا ٢٤ [الإسراء: 23- 24]؛ ففي حال حياتهما يَبَرُّ بهما بأنواع البر، ولا يسيء إليهما أيَّ إساءة؛ لأن الإحسان إليهما بر، والإساءة إليهما عقوق، والعقوق من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله سبحانه وتعالى؛ ففي الأمر بالإحسان إليهما نهيٌ عن الإساءة إليهما.


الشرح