الوالدين: الدعاء، وتنفيذ
وصاياهما، وصلة الرحم المرتبطة بهما من الأعمام والعمَّات، والأخوال والخالات،
وسائر القرابة، والإخوة والأخوات، وأبناء الإخوة وأبناء الأخوات... إلى آخره؛ كلُّ
من تربطك به قرابةٌ من جهة أبيك أو من جهة أمك فهو من ذوي الأرحام، وإذا وصلته فقد
بَرَرْت بوالديك.
ثم قال - تعالى -: ﴿وَلَا
تَقۡتُلُوٓاْ أَوۡلَٰدَكُمۡ خَشۡيَةَ إِمۡلَٰقٖۖ﴾ [الإسراء: 31] هذه الوصية
الثالثة، وهي: تحريم قتل الأولاد من إملاق، يعني بسبب الفقر، كانوا في الجاهلية
يقتلون أولادهم خشية الفقر، يسيئون الظن بالله - تعالى - كأن الرزق من عندهم،
ولهذا قال في الآية الأخرى: ﴿وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَوۡلَٰدَكُمۡ خَشۡيَةَ
إِمۡلَٰقٖۖ نَّحۡنُ نَرۡزُقُهُمۡ وَإِيَّاكُمۡۚ إِنَّ قَتۡلَهُمۡ كَانَ خِطۡٔٗا كَبِيرٗا﴾ [الإسراء: 31] وهنا قال: ﴿نَّحۡنُ نَرۡزُقُكُمۡ وَإِيَّاهُمۡۖ﴾ [الأنعام: 151] إذا كنتم أنتم لا
ترزقون أنفسكم فكيف ترزقون غيركم؟!
ومن الناس اليوم من
ورِث هذه الخَصْلة الذميمة فصاروا يسعون لتحديد النسل خشية الفقر، يقولون: يحصُل
في الأرض انفجار سُكَّاني من كثرة النسل، والموارد قليلة فيحصل مجاعات؛ فيطلبون
تحديد النسل؛ فالآن قضية المطالبة بتحديد النسل قائمة على قدم وساق، والدافع لهذا
هو خشيتهم الفقر، وهذا لأنهم لا يؤمنون بالله سبحانه وتعالى ولا يؤمنون أنَّ
الأرزاق من الله سبحانه وتعالى.
وانْخدع بهذه
الدعاية بعض المسلمين، فصاروا يكرهون كثرة الأولاد، وبعضهم يحاول تنظيم النسل،
وبعضهم يحاول تحديد النسل، وهناك كلامٌ فارغٌ يردَّد، وكلُّ هذا باطل.