وطلب الذرية، وكثرة
الذرية، وكثرة الإنجاب أمرٌ مطلوبٌ في الإسلام؛ لأن هذا فيه تقوية للمسلمين،
وتكثير لعدد المسلمين، وأما الرزق فهو على الله سبحانه وتعالى: ﴿نَّحۡنُ
نَرۡزُقُهُمۡ وَإِيَّاكُمۡۚ﴾ [الإسراء: 31].
قال - تعالى -: ﴿وَلَا
تَقۡرَبُواْ ٱلۡفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَۖ﴾ [الأنعام: 151] هذه الوصية
الرابعة؛ الفواحش جمع فاحشة، والمراد بها: المعصية، سُمِّيت المعصية فاحشة لقبْحها
وشناعتها، يعني: لا تقربوا المعاصي.
ولاحظوا قوله: ﴿وَلَا
تَقۡرَبُواْ﴾ ما قال: ولا تفعلوا الفواحش،
بل قال: ﴿وَلَا تَقۡرَبُواْ﴾؛ ليشمل ذلك المنع
من الوسائل التي تؤدِّي إلى المعاصي. حرَّم المعاصي وحرَّم الوسائل المؤدِّية
إليها؛ فمثلاً: تبرُّج النساء من قُرْبان الفواحش، لأن تبرُّج النساء وسيلة إلى
الزنا، فالزينة والسُّفور من التطرُّق إلى الزنا؛ ونهى الله عن قُربان الزنا: ﴿وَلَا
تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓۖ﴾ [الإسراء: 32]، ما قال: ولا
تفعلوا الزنا، قال: ﴿وَلَا تَقۡرَبُوا﴾ لأن النهي عن القُربان أبلغ من النهي عن نفس الفعل
ليمنع الوسيلة إليه؛ وحرَّم النظر إلى ما حرَّم الله؛ لأن النظر إلى ما حرَّم الله
- كالنظر إلى المرأة - وسيلة إلى الزنا، وحرَّم السماع - سماع الكلام الماجن،
والأغاني، والمزامير - لأنها وسائل إلى المحرَّمات.
فقوله: ﴿وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلۡفَوَٰحِشَ﴾ يعني: لا تتعاطوا الأسباب التي تؤدِّي إلى المعاصي، بل تجنَّبوها من نظر وسماعٍ وسُفور وتبرُّج وغير ذلك من الوسائل والأسباب التي تؤدِّي إلى الفواحش.