×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

وطلب الذرية، وكثرة الذرية، وكثرة الإنجاب أمرٌ مطلوبٌ في الإسلام؛ لأن هذا فيه تقوية للمسلمين، وتكثير لعدد المسلمين، وأما الرزق فهو على الله سبحانه وتعالى: ﴿نَّحۡنُ نَرۡزُقُهُمۡ وَإِيَّاكُمۡۚ [الإسراء: 31].

قال - تعالى -: ﴿وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلۡفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَۖ [الأنعام: 151] هذه الوصية الرابعة؛ الفواحش جمع فاحشة، والمراد بها: المعصية، سُمِّيت المعصية فاحشة لقبْحها وشناعتها، يعني: لا تقربوا المعاصي.

ولاحظوا قوله: ﴿وَلَا تَقۡرَبُواْ ما قال: ولا تفعلوا الفواحش، بل قال: ﴿وَلَا تَقۡرَبُواْ؛ ليشمل ذلك المنع من الوسائل التي تؤدِّي إلى المعاصي. حرَّم المعاصي وحرَّم الوسائل المؤدِّية إليها؛ فمثلاً: تبرُّج النساء من قُرْبان الفواحش، لأن تبرُّج النساء وسيلة إلى الزنا، فالزينة والسُّفور من التطرُّق إلى الزنا؛ ونهى الله عن قُربان الزنا: ﴿وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓۖ [الإسراء: 32]، ما قال: ولا تفعلوا الزنا، قال: ﴿وَلَا تَقۡرَبُوا لأن النهي عن القُربان أبلغ من النهي عن نفس الفعل ليمنع الوسيلة إليه؛ وحرَّم النظر إلى ما حرَّم الله؛ لأن النظر إلى ما حرَّم الله - كالنظر إلى المرأة - وسيلة إلى الزنا، وحرَّم السماع - سماع الكلام الماجن، والأغاني، والمزامير - لأنها وسائل إلى المحرَّمات.

فقوله: ﴿وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلۡفَوَٰحِشَ يعني: لا تتعاطوا الأسباب التي تؤدِّي إلى المعاصي، بل تجنَّبوها من نظر وسماعٍ وسُفور وتبرُّج وغير ذلك من الوسائل والأسباب التي تؤدِّي إلى الفواحش.


الشرح