×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

 ثم قال - تعالى -: ﴿وَلَا تَقۡتُلُواْ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۚ [الأنعام: 151]، النفس التي حرَّم الله هي: النفس المؤمنة، وكذلك النفس المعاهَدة، ولو كانتْ كافرة؛ فالله حرَّم قتل المؤمنين، وكذلك حرَّم قتل المعاهدين من الكفَّار الذين لهم عهدٌ عند المسلمين بالذمة أو بالأمان؛ فالذمة وهم الذين يدفعون الجزية، أو بالأمان وهم الذين دخلوا بلادنا بالأمان، لا يجوز قتلهم والتعدِّي عليهم؛ لأنهم في ذمَّة المسلمين، وفي أمان المسلمين، لا يجوز خيانة ذمة المسلمين، ولهذا جاء في الحديث: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ» ([1]).

﴿إِلَّا بِٱلۡحَقِّۚ أي: إلاَّ بإحدى هذه الثلاث: قِصاص، زنا، ردة؛ هذا قتل بالحق شرعه الله سبحانه وتعالى، ما عدا ذلك فلا يجوز قتل المسلم، قال - تعالى -: ﴿وَمَن يَقۡتُلۡ مُؤۡمِنٗا مُّتَعَمِّدٗا فَجَزَآؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَٰلِدٗا فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ وَلَعَنَهُۥ وَأَعَدَّ لَهُۥ عَذَابًا عَظِيمٗا [النساء: 93] وقتل النفس من أعظم الكبائر بعد الشرك بالله سبحانه وتعالى.

﴿ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ [الأنعام: 151] ﴿لَعَلَّكُمۡ هنا تعليلية، أي: لأجل أن تعقلوا؛ والعقل معناه: الكَفُّ عمَّا لا يجوز؛ سُمِّي العقل عقلاً لأنه يكفُّ الإنسان عن الأشياء التي لا تليق، كما أن العقال للبعير يمنعه عن الضياع كذلك العقل، وهو خلقٌ جعله الله في الإنسان يمنع من تعاطي ما لا يجوز.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3166).