×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

المكيال للحبوب - مثلاً - والأشياء التي تُكال؛ والميزان للأشياء التي توزن؛ فالمعيار الشرعي هو المكيال أو الميزان.

وقد يكون المكيال - أيضًا - بالكيس، كأن يباع بالكيس، أو بالصندوق - مثلاً -، أو بالعُلبة، هذا كله يدخل في الكيل والميزان؛ فلا يجوز للإنسان أنه ينقص هذه الأشياء ويبيعها على أنها وافية وقد بخسها وأخذ منها، كما يفعل بعض الخونة الذين يبيعون على الناس الأشياء على أنها تامَّة وهي مبخوسة، أو يبيع الأشياء والخضار على الناس على أنه سليم، ويجعل عُلُوَّ الشيء الطيب، ولكن أسفله معيب أو تالف؛ هذا من البخس أيضًا ﴿وَلَا تَبۡخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشۡيَآءَهُمۡ [الشعراء: 183]، وأهلك الله أمة من الأمم بسبب البخس - وهو قوم شعيب - والنبي صلى الله عليه وسلم لمَّا مرَّ بالسوق ووجد بائع طعام، فأدخل النبي صلى الله عليه وسلم أصابعه في الطعام؛ فوجد في أسفله بَلَلاً فقال: «مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ؟»، قَالَ: أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ اللهِ - يَعْنِي: أَصَابَهُ الْمَطَرُ - قَالَ: «أَلاَ جَعَلْتَهُ ظَاهِرًا حَتَّى يَرَاهُ النَّاسُ؛ مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا» ([1]). فلا يجوز للإنسان أن يخفي الأشياء المعيبة في أسفل الشيء؛ في أسفل الصندوق، في أسفل الإناء، في أسفل السطل، يعني: يجعل الأشياء النَّضِرة في أعلاه، ويقول للناس كله من هذا النوع. هذا حرام. ويجعل أحسنه أعلاه وأسوأه أسفله هذا لا يجوز، هذا من بخس الناس


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (102).