×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

في هذا القرآن العظيم هذا هو الصراط. فالذي يسأل عن الطريق إلى الله، نقول هو كتاب الله، وكذلك سنة النبي صلى الله عليه وسلم لأنها تابعة للقرآن، ومفسِّرة للقرآن؛ فالسنة داخلة في كتاب الله عز وجل.

﴿مُسۡتَقِيمٗا نُصب على الحال؛ والمستقيم هو: معتدل، طريق الله عز وجل معتدل، ليس فيه ميَلان، وليس فيه منعطفَات، وليس فيه غموض، طريق واضح يوصلك إلى الجنة، تمشي على نور، وعلى برهان، وعلى طريق واضح.

وأضاف ﴿الصِّرَاطَ إليه سبحانه وتعالى إضافة تشريف وتكريم؛ ثم وصفه بأنه مستقيم، يعني: معتدلٌ بخلاف الطرق الأخرى فإنها معوجَّة ومتعرِّجة، تضلِّل صاحبها؛ لأن هناك طرقًا كثيرة للشياطين؛ شياطين الإنس والجن، ومذاهب وهناك جماعات متعدِّدة، هناك.. وهناك.. لكن طريق الله واحدة، ما فيها تعدُّد، ولا فيها انقسام، ولهذا وحَّد صراطه وعدَّد السبل قال: ﴿وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ لأن الطرق والسبل التي غير القرآن وغير الشريعة طرقٌ كثيرة ليس لها حصر، كل صاحب مذهب له طريقة، وكل صاحب نِحْلة له طريق، وكل جماعة من الضُّلاَّل لهم طريق، وكل مَن اخْتلف عن الحق صار له طريق غير طريق الآخر؛ وهذه علامة أهل الضَّلال أنهم لا يجتمعون على شيء، ولا يتوافقون أبدًا، بخلاف أهل الحق فإنهم يتوافقون، لماذا؟ لأنهم يسيرون على طريق الله سبحانه وتعالى.

فميزة أهل الحق أنهم لا يختلفون، وإن حصل اختلاف فإنه يُحْسَم بالرجوع إلى كتاب الله: ﴿فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ [النساء: 59]؛ فالصحابة رضي الله عنهم قد يقع بينهم اختلافات لكن


الشرح