×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

سرعان ما تذهب، لماذا؟ لأنهم يرجعون إلى كتاب الله؛ اختلفوا بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم من الخليفة بعده؟ ثم سَرْعان ما انْحَسَم النزاع، وعاهدوا أبا بكر الصدِّيق - رضي الله تعالى عنه - اختلفوا في حروب الردة، وسرعان ما اتَّفقوا على قتال المرتَّدِّين؛ لأنهم رجعوا إلى كتاب الله وسنة رسوله.

فأهل الحق حتى لو حصل بينهم خلاف ناتج عن اجتهاد، لكن يرجعون إلى كتاب الله، بخلاف أهل الضلال فإن كل واحد يركب رأسه، ولا يُصْغي للآخر، كل واحد يريد أن يكون هو الشيخ والمعظَّم؛ لأنه يريد تعظيم نفسه، ولا يريد الحق؛ فلذلك تجدون أهل الضلال دائمًا في اختلاف، ودائمًا في صراع، وتجدون أهل الضلال تتشعَّب مناهجهم، وتتنوَّع، وكل حين يخرج بمذهب جديد، هذه صفة أهل الضلال - والعياذ بالله - وهذا مذكورٌ في هذه الآية: ﴿وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِ [الأنعام: 153] وضَّح النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية بتوضيحٍ محسوسٍ: ذلكم أنه خط صلى الله عليه وسلم على الأرض خطًّا معتدلاً، ثم خطَّ على جَنْبَتَيْه خطوطًا؛ فقال صلى الله عليه وسلم للخط المعتدِل: «هَذَا صِرَاطُ اللهِ مُسْتَقِيمًا»، وقال لهذه الطرق: «وَهَذِهِ السُّبُلُ، عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ» ([1])، هذا مثال واضح من الرسول صلى الله عليه وسلم لبيان الآية الكريمة: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦ﴾.


الشرح

([1])  أخرجه: الدارمي رقم (208)، وأحمد رقم (4142)، وابن حبان رقم (6).