×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول: «وَمْنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا؛ فَعَلَيْكُم بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ مِنْ بَعْدِي؛ تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَوَاجِذِ؛ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([1])، وقال صلى الله عليه وسلم: «وَسَتَفْتَرِقُ هَذِهِ الأُْمَّةُ عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً»، فَقَالُوا: مَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟، قَالَ: «مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي» ([2]) هذا صراط الله عز وجل في الآيات وفي الأحاديث.

ولا نستغرب إذ حصلت اختلافات، ونشأتْ مذاهب ضالَّة، وحصلت صراعات بين الناس، لا نستغرب هذا؛ لأن هذه سنة الله سبحانه وتعالى لابتلاء العباد وامتحانهم، ومن هو الذي يثبت على الطريق ومن هو الذي لا يثبت؟.

والنبي صلى الله عليه وسلم عندما حضرته الوفاة أراد أن يكتُبَ كتابًا لأصحابه، يَعْهَدُ إليهم فيه، ولكنه عدل عن ذلك، وتُوُفِّي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يوص ولم يَعْهَد إليهم، فتأسَّف بعضهم، فابن مسعود يقول: لستم بحاجة إلى كتاب يكتبه الرسول صلى الله عليه وسلم لأن عندكم القرآن.

وقول ابن مسعود رضي الله عنه: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى وَصِيَّةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الَّتِي عَلَيْهَا خَاتَمُهُ» يعني: التي تعوِّض عن هذه الكتابة التي هَمَّ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42).

([2])  أخرجه: الترمذي رقم (2641)، والطبراني في «الكبير» رقم (12).