عن معاذ بن جبل
رضي الله عنه قال: كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى حِمَارٍ،
فَقَالَ لِيَ: «يَا مُعَاذُ، أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ، وَمَا
حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ؟»، قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ:
«حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ: أَنْ يَعْبُدُوه وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا،
وَحَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ: أَنْ لاَ يُعَذِّبَ مَنْ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا»،
قُلْتُ: أَفَلاَ أُبَشِّرُ النَّاسَ؟ قَالَ: «لاَ تُبَشِّرْهُمْ فَيَتَّكِلُوا»
أخرجاه في الصحيحين ([1]).
****
«فَلْيَقْرَأْ
هَذِهِ الآْيَاتِ» لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يوصي إلاَّ بكتاب الله،
وأيضًا الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ
تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا مِنْ بَعْدِي: كَتَابَ اللهِ وَسُنَّتِي» ([2]).
فالحمد لله، عندنا
ما أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّه أوصانا باتِّباع كتاب الله.
في هذا الحديث
العظيم: فضيلة لمعاذ رضي الله عنه وفضائله كثيرة، وهو معاذ ابن جبل الخَزْرَجي
الأنصاري، أحد أَوْعِيَة العلم، وأَعلمُ هذه الأمة بالحلال والحرام، وقد استخلفه
النبي صلى الله عليه وسلم على مكة لما فتحها قاضيًا ومعلِّمًا، ثم أرسله - أيضًا -
في السنة التاسعة أو العاشرة إلى اليمن قاضيًا ومعلِّمًا - كما سيأتي - ثم جاء من
اليمن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فأرسله عمر إلى الشام قاضيًا ومعلِّمًا،
وتوفي هناك - رضي الله تعالى عنه - في الشام في طاعون عُمْوَاس المشهور.
قوله: «قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم »، يعني: راكبًا معه.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2856)، ومسلم رقم (30).