×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

 التَّوحيد، كذلك لا تكون عبادة إلاَّ إذا كانت موافقة لما شرعه النبي صلى الله عليه وسلم؛ فالعبادة وسائر الأعمال لا تصح إلاَّ بشرطين:

الشرط الأول: الإخلاص لله عز وجل.

الشرط الثاني: المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم.

فلو أن الإنسان جاء بعبادات مُحْدَثة ليس فيها شرك أبدًا كلها خالصة لله، ولكنها ليست من شريعة النبي صلى الله عليه وسلم، فهي بدع مردودة لا تُقبل، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1]) وفي رواية: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا مَا لَيْسَ مِنْهُ، فَهُوَ رَدٌّ» ([2])؛ فالعبادة لا تكون عبادة إلاَّ بشرطين: الإخلاص لله عز وجل، والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا هو معنى الشهادتين: شهادة أن لا إله إلاَّ الله، معناها: الإخلاص لله عز وجل، وشهادة أن محمدًا رسول الله معناها: المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم، فالعبادات لا يصلح أن يكون فيها شيء من الاستحسانات البشريِّة، أو استدراكات العقول، أو غير ذلك، مهما حسُنت نية الفاعل ما دام أنه بدعة: لو إنسان - مثلاً - قال: الصلوات خمس، أنا أريد زيادة خير، أصَلِّي فريضة سادسة، زيادة خير، نقول: لا، هذا باطل؛ لأن هذا شيء لم يَشرعه الله ولا رسوله، وإن كان قصدك حسنًا، فهو عمل مردود وباطل، ولهذا لما جاء ثلاثة نفر من الصحابة إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم من أجل أن يقتدوا به، فذكر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لهؤلاء


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1718).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (2697)، ومسلم رقم (1718).