للشيطان؛ لأنَّه هو الذي أمره بذلك، فالشيطان
يأمر بالبدع والخرافات.
وقال في موضع آخر:
وَعِبَادَةُ
الرَّحْمَنِ غَايَةُ حُبِّهِ *** مَعَ ذُلِّ عَابِدِهِ هُمَا قُطْبَانِ
وَعَليْهِمَا فَلَكُ
الْعِبَادَةِ دَائِرٌ *** مَا دَارَ حَتَّى قَامَتِ القُطْبَانِ
وَمَدَارُهُ
بِالأَْمْرِ أَمْرِ رَسُولِهِ *** لاَ بِالْهَوَى وَالنَّفْسِ وَالشَّيْطَانِ
هكذا تكون العبادة،
لا بد أن تكون العبادة خالصة لوجه الله عز وجل ليس فيها شرك، وأن تكون - أيضًا -
على وفق ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم تمامًا ليس فيها بدعة.
«وَحَقُّ الْعِبَادِ
عَلَى اللهِ: أَنْ لاَ يُعَذِّبَ مَنْ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا»، هذا الحق للعباد
على الله ليس بحق واجب على الله، وإنما هو تفضُّل منه سبحانه وتعالى، لأن الله لا
يجب عليه حق لأحد، ولا أحد يوجب على الله شيئًا، كما هو مذهب المعتزلة، هم الذين
يرون أن الله يجب عليه العدل، يجب عليه أن يعمل كذا، يوجبون على الله بعقولهم، أما
أهل السنَّة والجماعة فيقولون: الله سبحانه وتعالى ليس عليه حق واجب لخلقه، وإنما
هو شيء تفضَّل به - سبحانه - وتكرَّم به، كما قال - تعالى -: ﴿وَكَانَ
حَقًّا عَلَيۡنَا نَصۡرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [الروم: 47]، هذا حق تفضل به،
ونظم ذلك الشاعر بقوله:
مَا لِلْعِبَادِ
عَلَيْهِ حَقٌّ وَاجِبُ *** كَلاَّ وَلاَ سَعْيٌ لَدِيْهِ ضَائِعُ
إِنْ عُذِّبُوا
فَبِعَدْلِهِ أَوْ نُعِّمِوا *** فَبِفَضْلِهِ وَهْوَ الْكَرِيمُ الْوَاسِعُ
فمعنى «حق العباد على الله» يعني: الحق الذي تفضل الله - تعالى - به، وأوجبه على نفسه، من دون أن يوجبه عليه أحد من خلقه، بل