×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

 هو الذي أوجبه على نفسه، تكرّمًا منه بموجب وعده الكريم الذي لا يُخلفه - سبحانه - ﴿وَعۡدَ ٱللَّهِۖ لَا يُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥ [الروم: 6].

«أَنْ لاَ يُعَذِّبَ مَنْ لاَ يُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا»، فدلَّ هذا على أن من سَلِم من الشرك الأكبر والأصغر فإنه يسلم من العذاب، وهذا إذا جَمعته مع النصوص الأخرى التي جاءت بالوعيد على العُصاة والفسقة، فإنك تقول: العُصاة من الموحِّدين الذين لم يشركوا بالله شيئًا، ولكن عندهم ذنوب دون الشرك من سرقة، أو زنا، أو شرب خمر، أو غيبة، أو نميمة أو، إلى آخره، فهذه ذنوب يستحق أصحابها العذاب، ولكن هي تحت مشيئة الله إن شاء الله غفر لهم من دون عذاب وأدخلهم الجنة، وإن شاء عذبهم بقدر ذنوبهم، ثم يخرجهم بتوحيدهم، ويدخلهم الجنة، فالموحِّدون مآلهم إلى الجنة، إما ابتداءً وإما انتهاءً، وقد جاء في الأحاديث أنه يُخرج من النار من في قلبه أدنى مثقال حبة من خردل من إيمان، ويُخرج من النار أُناس كالفحم، قد امتحشوا، ثم يُنبت الله أجسامهم، يُلقون في نهر على باب الجنة، يُقال له نهر الحياة، فتنبت أجسامهم، ثم يدخلون الجنة، ويُخَلَّدون فيها، فأهل التَّوحيد مآلهم إلى الجنة، حتى ولو عذبوا في النار، بسبب التَّوحيد، أما الكفار والمشركون والمنافقون النفاق الأكبر، فهؤلاء مالهم النار خالدين مخلَّدين فيها، لا يدخلون الجنة أبدًا ﴿لَا تُفَتَّحُ لَهُمۡ أَبۡوَٰبُ ٱلسَّمَآءِ وَلَا يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ ٱلۡجَمَلُ فِي سَمِّ ٱلۡخِيَاطِۚ وَكَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُجۡرِمِينَ [الأعراف: 40].

فقوله صلى الله عليه وسلم: «أَنْ لاَ يُعَذِّبَ مَنْ لاَ يُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا» هذا وعد من الله سبحانه وتعالى إن شاء غفر هذه الذنوب، وإن شاء عذب أصحابها، ثم يدخلهم


الشرح