﴿وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ﴾ [النحل: 36]، ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ﴾ [الإسراء: 23]، ﴿وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡٔٗاۖ﴾ [النساء: 36]، فهذه الآيات تفسر
التَّوحيد بأنه العبادة.
الفائدة الثانية: أن الرسل بعثوا
بالدعوة إلى توحيد العبادة، لا بالدعوة إلى توحيد الربوبية، فليس هناك آية واحدة
قالت أقروا بالربوبية، أو أَقِرُّوا أن الله هو الخالق الرازق، لماذا؟، لأن هذا
موجود في الناس. فهم مقرُّون بأن الله هو الخالق، الرازق، المحيي، المميت،
المدبّر، فتوحيد الرُّبوبية موجود في غالب البشر، لأن الفِطَر تقتضيه، لأن العاقل
من الناس يعلم أن هذا الخلق لابد له من خالق: ﴿أَمۡ خُلِقُواْ مِنۡ غَيۡرِ شَيۡءٍ أَمۡ
هُمُ ٱلۡخَٰلِقُونَ
٣٥ أَمۡ خَلَقُواْ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۚ
بَل لَّا يُوقِنُونَ ٣٦﴾ [الطور: 35- 36]، ﴿أَفَمَن
يَخۡلُقُ كَمَن لَّا يَخۡلُقُۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾ [النحل: 17]، فالآيات ما جاءت تطالب الناس بالإقرار بتوحيد الرُّبوبية، لأن هذا موجود،
والإقرار به لا يكفي في الدخول في الإسلام، وإنما جاءت كلها على نَسَق واحد تأمر
بالعبادة، وإنما تذكر توحيد الربوبية للاستدلال به على توحيد الألوهية.
الفائدة الثالثة في قوله: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56] هذه الآية فيها: أن الحكمة من خلق الجن والإنس هي عبادة الله سبحانه وتعالى، الآية الثانية: ﴿وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ﴾ [النحل: 36] فيها: أن الرسل كلهم من أولهم إلى