×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

عن عُبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنَ الْعَمَلِ» ([1]) أخرجاه.

****

 على غير هدى، وعلى غير دين، وعلى غير برهان، يتعب نفسه في هذه الدنيا، وهو يتقدم إلى النار، ويمشي إلى النار، كما قال - تعالى - في الآية الأخرى: ﴿فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشۡقَىٰ [طه: 123] لا يضل في الدنيا عن الحق، ولا يشقى في الآخرة، وهذا ضمان من الله سبحانه وتعالى لمن اتبع القرآن أنه لا يضل في الدنيا، ولا يشقى في الآخرة.

 

قوله: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ»، يعني: نطق بالشهادة عارفًا لمعناها، عاملاً بمقتضاها، موقنًا بها؛ لأنَّه لا يكفي التلفظ، بالشهادة من غير معرفة لمعناها، كذلك النطق بالشهادة مع معرفة بمعناها، لكن لا يعمل بمقتضاها، هذا - أيضًا - لا يكفي، بل لا بد من النطق والعلم والعمل بمقتضى هذه الكلمة العظيمة، فليست هي مجرد لفظ يردَّدُ على اللسان من غير فهم لمعناها، ولا يكفي العلم بمعناها، بل لا بد من العمل بمقتضاها، بأن يُفرد الله بالعبادة، ويترك عبادة ما سواه، هذا معنى «أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللهُ» إذا لم ينطق بها


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3453)، ومسلم رقم (28).