كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡۖ أَعۡمَٰلُهُمۡ
كَرَمَادٍ ٱشۡتَدَّتۡ بِهِ ٱلرِّيحُ فِي يَوۡمٍ عَاصِفٖۖ﴾ [إبراهيم: 18] لا يثبِّت الأعمال
إلاَّ التّوحيد، ما دام هناك شرك فالأعمال لا قيمة لها، مهما أتعب الإنسان نفسه
فيها، وهذا يدلُّنا على فضل التَّوحيد، ومكانة التَّوحيد، وأنه مُؤَمَّن من عذاب
الله عز وجل بخلاف المشرك فإنه لا أمن له من عذاب الله، الأمن يكون في الدنيا،
الأمن من الأعداء، والأمن من الحروب، تعرفون قيمته، وقيمة الخوف، هذا في الدنيا
فكيف بالأمن في الآخرة من النار؟ النار أشد من الحروب، وأشد من الأعداء، وأشد من
كل شيء، إذا كان الأمن في الدنيا هذه قيمته، وهذه منافعه، فكيف بالأمن في الآخرة.
ثم قال: ﴿وَهُم
مُّهۡتَدُونَ﴾ [الأنعام: 82] هذه مَزيَّةٌ ثانية
من مزايا التَّوحيد، وهي حصول الهداية للموحِّدين مخلصين لله، أنهم في الدنيا
يكونون مهتدين في أعمالهم، يعبدون الله على بصيرة، سالمين من الشرك في الأعمال،
وسالمين من البدع والخرافات، بخلاف أهل الشرك، فإنهم غير مهتدين في الدنيا، بل هم
ضالون؛ لأنهم يعبدون الله، ويخلطون العبادة بالشرك، ويعبدون غير الله، فهم ضالون
لا مهتدون، إذًا الموحِّدُ يعطيه الله مَزِيَّتين:
المَزِيَّةُ الأولى: الأمن من العذاب.
المزيّة الثانية: الهداية من الضلال.
بحيث أنه يعبد الله على بصيرة وعلى نور وبرهان، متبعًا للسنَّة متبعًا للرسول صلى الله عليه وسلم يمشي على الجادة الصحيحة، بخلاف المشرك فإنه يمشي