×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

قَوْلِ  الْعَبْدِ الصَّالِحِ: ﴿يَٰبُنَيَّ لَا تُشۡرِكۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِيمٞ [لقمان: 13] » ([1]).

وقوله تعالى: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡأَمۡنُ [الأنعام: 82] هل المراد به: الأمن المطلق يعني: أنهم لا يعذبون أبدًا، أو المراد مطلق الأمن أي أنهم وإن عذبوا فلا بد أن يدخلوا الجنة؟ الآية محتملة، وعلى كلا التفسيرين فالآية تدلُّ على فضل التَّوحيد، وأنه أمن من العذاب إما مطلقًا وإما يُؤَمَّن من العذاب المؤبَّد؛ فالآية فيها فضل التَّوحيد، وأنه يمنح الله لأصحابه الأمن على حسب درجاتهم في التَّوحيد والسَّلامة من الذنوب والمعاصي، ودلَّت الآية بمفهومها على أن من أشرك بالله وخلط توحيده بشرك أنه ليس له أمن - والعياذ بالله، فهذا فيه خطر الشرك، وأن من عبد الله ولكنه يدعو مع الله غيره ويستغيث بالموتى ويذبح للقبور، ويطوف بالأضرحة مستعينًا بها، فهذا خلط إيمانه بشرك، وليس له أمن أبدًا حتى يتوب إلى الله عز وجل، ويُخلص التَّوحيد، فليس المقصود أن الإنسان يعبد الله فقط، بل لا بد - أيضًا - أن يتجنَّب الشرك، وإلاَّ فالمشركون لهم عبادات، كانوا يحجون، وكانوا يتصدقون، وكانوا يطعمون الأضياف، وكانوا يُكرمون الجيران، ولهم أعمال جليلة، لكنها ليست مبنيَّة على التَّوحيد، فهي هباء منثور، لا تنفعهم شيئًا يوم القيامة، قال تعالى: ﴿وَقَدِمۡنَآ إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنۡ عَمَلٖ فَجَعَلۡنَٰهُ هَبَآءٗ مَّنثُورًا [الفرقان: 23]، ﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَعۡمَٰلُهُمۡ كَسَرَابِۢ بِقِيعَةٖ [النور: 39] ﴿مَّثَلُ ٱلَّذِينَ


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (6937).