وثانيًا: العلم بمعناها.
وثالثًا: العمل بمقتضاها.
ومعنى: «لا إله
إلاّ الله» نفي العبادة عما سوى الله، وإثباتها لله سبحانه وتعالى، يعني:
إبطال عبادة كل ما سوى الله، وإثبات العبادة لله، فقوله: «لا إله»: هذا
إبطال لجميع المعبودات من دون الله عز وجل وإنكار لها إلاّ الله: هذا إثبات
للعبادة لله سبحانه وتعالى، فعلى هذا معنى «لا إله إلاَّ الله»: لا معبود
بحق - أو لا معبود حقًا - إلَّا الله سبحانه وتعالى أما لو قلت: معناها: لا معبود
إلاَّ الله، نقول: هذا ضلال عظيم، لأنك أدخلت كل المعبودات وجعلتها هي الله، جعلت
الأصنام والأضرحة والكواكب وكل ما عُبد من دون الله هو الله، وهذا غلط، وهو مذهب
أهل وحدة الوجود. فلا بد أن تأتي بكلمة حق، لأن المعبودات على قسمين: معبود بحق،
ومعبود بالباطل، المعبود بحق هو الله، والمعبود بالباطل هو ما سوى الله من كل
المعبودات، قال - تعالى -: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡحَقُّ
وَأَنَّ مَا يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ هُوَ ٱلۡبَٰطِلُ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ
ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ﴾ [الحج: 62]، هذا معنى: «لا إله إلاَّ الله».
وقوله: وحده لا شريك
له كلمتان جيء بهما للتأكيد، وحده: تأكيد للإثبات، لا شريك له: تأكيد للنَّفي،
فهما كلمتان مؤكِّدتان للا إله إلاَّ الله، لما فيها من النفي والإثبات.
وهذه الكلمة كلمة
عظيمة، جاءت في القرآن بلفظها وجاءت بمعناها، كما في قوله تعالى: ﴿فَٱعۡلَمۡ
أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ﴾ [محمد: 19]