×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

ءَالِهَتِي يَٰٓإِبۡرَٰهِيمُۖ لَئِن لَّمۡ تَنتَهِ لَأَرۡجُمَنَّكَۖ وَٱهۡجُرۡنِي مَلِيّٗا [مريم: 46]، أفحمهم بالحجة ﴿وَحَآجَّهُۥ قَوۡمُهُۥۚ قَالَ أَتُحَٰٓجُّوٓنِّي فِي ٱللَّهِ وَقَدۡ هَدَىٰنِۚ وَلَآ أَخَافُ مَا تُشۡرِكُونَ بِهِۦ لأنهم توعدوه بأصنامهم، ﴿إِلَّآ أَن يَشَآءَ رَبِّي شَيۡ‍ٔٗاۚ وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيۡءٍ عِلۡمًاۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ٨٠ وَكَيۡفَ أَخَافُ مَآ أَشۡرَكۡتُمۡ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمۡ أَشۡرَكۡتُم بِٱللَّهِ مَا لَمۡ يُنَزِّلۡ بِهِۦ عَلَيۡكُمۡ سُلۡطَٰنٗاۚ فَأَيُّ ٱلۡفَرِيقَيۡنِ أَحَقُّ بِٱلۡأَمۡنِۖ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ٨١ [الأنعام: 80 - 81] كيف تهدِّدونني بآلهتكم وأنتم لا تخافون الله الذي خلق السموات والأرض وجعلتم معه شريكًا؟، إن كان هناك تهديد أو وعيد فهو عليكم أنتم، ﴿ۚ وَلَآ أَخَافُ مَا تُشۡرِكُونَ بِهِۦ ما تهمني أصنامكم ولا وعيدكم، لأني متوكل على الله سبحانه وتعالى ﴿فَأَيُّ ٱلۡفَرِيقَيۡنِ أَحَقُّ بِٱلۡأَمۡنِۖ إذا كنتم تهدِّدون بالوعيد والتخويف، وأنا أخوِّفكم بالله عز وجل، وأبيِّن لكم أنكم إن لم تتوبوا إليه فسيعذبكم، ﴿فَأَيُّ ٱلۡفَرِيقَيۡنِ أَحَقُّ بِٱلۡأَمۡنِۖ أنا أو أنتم؟ ﴿إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ الله جل وعلا فَصَل الله الحكم بينهم فقال: ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمۡ يَلۡبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلۡمٍ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡأَمۡنُ وَهُم مُّهۡتَدُونَ ٍ هذا هو الحكم الإلهي، ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ، وهذا عام في قوم إبراهيم، وغيرهم من الخلق، يعني: الذين وحَّدوا الله، وأخلصوا له العبادة، ﴿وَلَمۡ يَلۡبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلۡم المراد بالظلم هنا: الشرك، لأن الظلم - كما بيَّن أهل العلم - ثلاثة أنواع:

النوع الأول - وهو أعظمها -: ظلم الشرك، قال - تعالى -: ﴿إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِيمٞ [لقمان: 13] لماذا سُمي الشرك ظلمًا؟ لأن الظلم في الأصل: وضع الشيء في غير موضعه، والشرك معناه: وضع


الشرح