العبادة في غير موضعها، وهذا أعظم الظلم، لأنهم
لما وضعوا العبادة في غير موضعها، أعطوها لغير مستحقها، وسوَّواْ المخلوق بالخالق،
سوَّواْ الضعيف بالقوي الذي لا يُعجزه شيء، هل بعد هذا ظلم؟.
والنوع الثاني: ظلم العبد نفسه
بالمعاصي، فالعاصي إنما ظلم نفسه؛ لأنَّه عرَّض نفسه للعقوبة، وكان الواجب عليه أن
يُنقذ نفسه، وأن يضعها في موضعها اللائق بها، وهو الطاعة، والكرامة ﴿قُلۡ
إِنَّ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَأَهۡلِيهِمۡ يَوۡمَ
ٱلۡقِيَٰمَةِۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ﴾ [الزمر: 15].
النوع الثالث: ظلم العبد للناس:
بأخذ أموالهم، أو غيبتهم، أو نميمتهم، أو سرقة أموالهم، أو التعدي عليهم في
أعراضهم بالغيبة والنميمة والقذف والهمز واللمز وغير ذلك من التنقُّص، أو في
دمائهم بقتل الأبرياء بغير حق، أو بالضرب والجرح والإهانة بغير حق، فهذا تعدِّ على
الناس.
هذه هي أنواع الظلم: ظلم الشرك؛ وهذا
أعظم أنواعه، وظلم العبد نفسه، وظلم العبد لغيره من المخلوقين.
أما النوع الأول وهو: ظلم الشرك،
فهذا لا يغفره الله أبدًا ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ
بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ﴾ [النساء: 48].
وأما النوع الثالث وهو: ظلم العبد للناس، فهذا لا يترك الله منه شيئًا، لا بد من القصاص،
إلاَّ أن يسمح المظلومون، جاء في الحديث: «لَتُؤَدُّنَّ الْمَظَالِمَ إِلَى
أَهْلِهَا - أَوْ لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا -