×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

والمناصرة والمؤاخاة أبدًا، إلاَّ إذا آمنتم بالله وحده، وكفرتم بما يعبد من دون الله عز وجل وتركتم عبادة الأصنام، فحينئذٍ نكون إخوانًا ﴿حَتَّىٰ تُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَحۡدَهُۥٓ ثم قال في الآية التي بعدها: ﴿لَقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِيهِمۡ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَۚ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ [الممتحنة: 6]

فهذه أربع صفات وصف الله بها إبراهيم، وهي:

الصفة الأولى: أنه كان أمة، يعني: قدوة في الخير.

الصفة الثانية: أنه كان قانتًا لله.

الصفة الثالثة: أنه كان حنيفًا.

الصفة الرابعة: أنه لم يك من المشركين.

هذا هو تحقيق التَّوحيد يكون بهذه الأمور، وأعظمها البراءة من المشركين، فمن تبرأ من المشركين فهو ممن حقق التَّوحيد، ولو كانوا أقرب الناس إليه، فإبراهيم تبرأ من أبيه: ﴿وَٱذۡكُرۡ فِي ٱلۡكِتَٰبِ إِبۡرَٰهِيمَۚ إِنَّهُۥ كَانَ صِدِّيقٗا نَّبِيًّا ٤١ إِذۡ قَالَ لِأَبِيهِ يَٰٓأَبَتِ لِمَ تَعۡبُدُ مَا لَا يَسۡمَعُ وَلَا يُبۡصِرُ وَلَا يُغۡنِي عَنكَ شَيۡ‍ٔٗا٤٢ [مريم: 41- 42] إلى أن انتهت المحاورة بقوله: ﴿وَأَعۡتَزِلُكُمۡ وَمَا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَأَدۡعُواْ رَبِّي عَسَىٰٓ أَلَّآ أَكُونَ بِدُعَآءِ رَبِّي شَقِيّٗا ٤٨ فَلَمَّا ٱعۡتَزَلَهُمۡ وَمَا يَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَهَبۡنَا لَهُۥٓ إِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَۖ وَكُلّٗا جَعَلۡنَا نَبِيّٗا ٤٩ [مريم: 48- 49] «مَا تَرَكَ عَبْدٌ شَيْئًا لِلَّهِ إِلاَّ عَوَّضَهُ اللهُ مَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ» ([1]) لما تبرأ من المشركين عوضه الله ذرية أنبياء.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو نعيم في «الحلية» (2/196).