×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

ولمسلم عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ لَقِيَ اللهَ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَقِيَهُ يُشْرِكُ بِهِ دَخَلَ النَّارَ» ([1]).

****

 قال: «ولمسلم عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ لَقِيَ اللهَ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ»» هذا فيه فضل التَّوحيد، وأن من مات عليه دخل الجنة، وهذا وعد من الله سبحانه وتعالى والله لا يخلف وعده، حتى ولو كان عنده ذنوب ومعاصٍ دون الشرك، فقد يغفرها الله له ويدخله الجنة من غير عذاب، وقد يعذبه الله بها ثم يدخله الجنة، فمآل الموحِّد إلى الجنة، إما ابتداءً وإما في النهاية.

«مَنْ لَقِيَ اللهَ» يعني: مات.

«يُشْرِكُ بِهِ دَخَلَ النَّارَ» هذا مثل حديث ابن مسعود، من مات على الشرك فإنه من أهل النار نسأل الله العافية.

فهذا فيه الحذر من سوء الخاتمة.

وفيه - كما ذكر الشيخ رحمه الله قرب الجنة والنار من الإنسان، فما بينه وبين الجنة والنار إلاَّ أن يموت ولا يدري، ربما يموت في الحال، ربما يموت بعد دقائق، أو بعد شهر أو بعد سنة، ما بينه وبين النار أو الجنة إلاَّ الموت، فإذا مات دخل النار أو دخل الجنة، ففيه قُرب الجنة والنار من الإنسان، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «الْجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ، وَالنَّارُ مِثْلُ ذَلِكَ» ([2])، والشاعر يقول:

كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٍ فِي أَهْلِهِ *** وَالْمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ

تصبح في الدنيا وتمسي في الجنة أو بالعكس.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (93)

([2])  أخرجه: البخاري رقم (6488).