﴿وَلاَ
يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا ٱعۡدِلُواْ هُوَ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰۖ﴾ [المائدة: 8] فالمظلوم ترفع دعوته إلى الله عز وجل والله جل وعلا يجيب دعوة المظلوم.
وهنا سؤال أورده
العلماء على هذا الحديث، يقولون: الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر ثلاثة أركان،
الشهادتان والصلاة والزكاة، ولم يذكر الصيام، ولم يذكر الحج، فما الجواب عن هذا؟
فيه أجوبة كثيرة،
لكن أصحها والذي اختاره الشيخ تقي الدين رحمه الله: أن الرسول صلى الله عليه وسلم
اقتصر على الأركان العظيمة الأساسية التي يقاتَل من تركها، وهي: الشهادتان والصلاة
والزكاة، قال الله تعالى: ﴿فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلۡأَشۡهُرُ ٱلۡحُرُمُ
فَٱقۡتُلُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ حَيۡثُ وَجَدتُّمُوهُمۡ وَخُذُوهُمۡ وَٱحۡصُرُوهُمۡ
وَٱقۡعُدُواْ لَهُمۡ كُلَّ مَرۡصَدٖۚ فَإِن تَابُواْ﴾ يعني: شهدوا أن لا إله إلاّ الله، وأن محمدًا رسول الله ﴿وَأَقَامُواْ
ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ
غَفُورٞ رَّحِيمٞ﴾ [التوبة: 5].
فالرسول صلى الله
عليه وسلم في هذا الحديث ذكر الأركان التي يُقاتل عليها، وهي: الشهادتان والصلاة
والزكاة. هذا من ناحية.
والناحية الثانية: أن هذه أركان ظاهرة، يراها الناس ويسمعونها، أما الصيام فهو أمر خفي بين العبد وبين ربه، والحج لا يجب على كل أحد، وإنما يجب على من استطاع إليه سبيلاً، وأيضًا إنما يجب مرة في العمر، بخلاف الشهادتين، فإن الإنسان يلازمها طول الحياة، ولا يتخلى عنها، والصلاة تتكرر في اليوم والليلة خمس مرَّات،