والزكاة كل عام، أما
الحج فإنه يجب مرة واحدة في العمر، ولا يجب إلَّا على المستطيع، وأما الصيام فلأنه
أمر خفي، وأيضًا من حافظ على الشهادتين، وأقام الصلاة وآتى الزكاة فإنه سيحافظ على
الصيام ويحافظ على الحج من باب أولى.
دل هذا الحديث على
مسائل كثيرة:
أوّلاً: فيه إرسال الدعاة
إلى الله عز وجل.
ثانيًا: فيه فضيلة لمعاذ بن
جبل رضي الله عنه.
ثالثًا: فيه قَبول خبر
الواحد في العقائد وغيرها.
رابعًا: فيه بيان منهج
الدعوة، وهذا أصل عظيم، وهو أنه يتدرج فيها، ويبدأ بالأهم فالأهم.
خامسًا: في الحديث دليل على
عظم رسالته صلى الله عليه وسلم وأنه مبعوث إلى جميع العالم؛ اليهود والنصارى
وغيرهم، وإذا كان مبعوثًا إلى اليهود والنصارى وهم أهل كتاب، فغيرهم من باب أولى.
سادسًا: فيه المسألة التي
أشار إليها الشيخ، وهي أنَّ من العلماء من يجهل معنى لا إله إلاّ الله؛ لأن أهل
الكتاب يدعون إليها وهم أهل كتاب وأهل علم.
سابعًا: في الحديث دليل على
أنه لا يجوز أخذ الكرائم في الزكاة، وإنما يُؤخذ المتوسط.
ثامنًا: فيه دليل على التحذير من دعوة المظلوم، وأنه ليس بينها وبين الله حجاب.