×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

ولهما عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم: خَيْبَر

****

 قال الشيخ رحمه الله: «ولهما» يعني: البخاري ومسلم.

«عن سهل بن سعد» راوي الحديث هو سهل بن سعد الساعدي الأنصاري الخزرجي - رضي الله تعالى عنه -، هو وأبوه صحابيان.

«أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَومَ خَيْبَرٍ» خَيْبَر: حصن لليهود شمالي الحجاز، وكان به مزارع ونخيل، ولا يزال يحمل هذا الاسم إلى الآن، كانت بلادًا زراعيَّة، وبلاد نخيل وإنتاج للتمور، ويُضرب المثل فيقال: كجالب التمر إلى خَيْبَر، أو كجالب التمر إلى هجر، يعني: أن الذي يأتي بشيء إلى بلد هي تُنْتِج ذلك الشيء يصبح كجالب التمر إلى خَيْبَر، ولهذا يقول حسَّان رضي الله عنه.

فَإِنَّا وَمَنْ يُهْدِي الْقَصَائِدَ نَحْوَنَا *** كَمُسْتَبْضِعٍ تَمْرًا إِلَى أَهْلِ خَيْبرَا

وكانت خيبر بلادًا يَقْطُنُها اليهود، وجلا إليها اليهود من المدينة، لما أجلاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم بنو النضير الذين غدروا بالعهد فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اصطلحوا مع النبي صلى الله عليه وسلم على أن يتركوا له ما معهم من السلاح والقوة، ويجلوا إلى خَيْبَر وإلى أَذْرِعات بأرض الشام، كما ذكر الله ذلك في أول سورة الحشر: ﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَخۡرَجَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ مِن دِيَٰرِهِمۡ لِأَوَّلِ ٱلۡحَشۡرِۚ مَا ظَنَنتُمۡ أَن يَخۡرُجُواْۖ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمۡ حُصُونُهُم مِّنَ ٱللَّهِ [الحشر: 2] إلى آخر الآيات، فهؤلاء هم بنوا النضير من اليهود، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزاهم في السنة السابعة من الهجرة، بعد صُلح الحُدَيْبِيَة، وقبل فتح مكة، ومكَّنه الله منهم، وفتح خَيْبَر، وحصل المسلمون منها على خيرات كثيرة، ثم إنهم تعاقدوا مع النبي صلى الله عليه وسلم 


الشرح