«رَجُلاً
يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ»، هذه مِيزة عظيمة
لهذا الرجل الذي يُعطيه رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية، ففيه فضل علي بن أبي
طالب رضي الله عنه وأن الرسول صلى الله عليه وسلم شهد له بهذه الشهادة العظيمة أنه
يحب الله ورسوله، وأنه يحبه الله ورسوله، وله فضائل كثيرة، وإن كان الله جل وعلا
يحب المؤمنين كلهم، والمؤمنون يحبون الله، كما قال الله: ﴿فَسَوۡفَ يَأۡتِي ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ يُحِبُّهُمۡ وَيُحِبُّونَهُۥ﴾ [المائدة: 54].
فالحاصل؛ أن مِيزة محبة الله
ورسوله للمؤمنين موجودة في كل مؤمن ومؤمنة عمومًا، ولكن شهادة الرسول صلى الله
عليه وسلم لعلي بن أبي طالب بخصوصه فيها مزية له. ففي هذا ردٌّ على الخوارج، الذين
خرجوا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وكفَّروه، كما أن فيها ردًّا على النواصب
الذين يُبغضون عليًا ويسبُّونه، وفيها إثبات فضيلة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
رضي الله عنه ابن عم الرسول، ورابع الخلفاء الراشدين، وفي هذا - أيضًا - إثبات صفة
لله سبحانه وتعالى وأنه يحب عباده المؤمنين؛ فالله يحب عباده المؤمنين، ويحب
أولياءه، ففيه إثبات المحبة لله عز وجل ردًّا على من ينفي هذه الصفة من الأشاعرة
وغيرهم.
«يَفْتَحُ اللهُ
عَلَى يَدَيْهِ» هذه المِيزة الثانية لعلي بن أبي طالب أن الله جل وعلا أنه يفتح هذا البلد
المستعصي على يد هذا الولي من أوليائه.
وفيه: علامة من علامات النبوَّة، حيث إن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر عما يحصل في المستقبل، وقد حصل كما أخبر به صلى الله عليه وسلم.