×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

فَلَمَّا أَصْبَحُوا غَدَوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَاهَا، فَقَالَ: «أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ؟».

****

 فالناس لما سمعوا هذه البشارة العظيمة، وسمعوا وصف هذا الرجل الذي يتولى ذلك، من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم اهتموا بهذا الأمر لمحبتهم للخير، وباتوا ليلتهم «يَدُوكُونَ» يبحثون عنه، مثل ما مَرَّ معنا في السبعين الألف الذين أخبر عنهم رسول الله: «ثُمَّ نَهَضَ وَدَخَلَ مَنْزِلَهُ، فَخَاضَ النَّاسُ فِي أُولَئِكَ» ([1])، وهذا دليل على أن الصحابة يهتمون بالفضائل، ويهتمون بأمور الآخرة، أكثر مما يهتم أهل الدنيا بدنياهم، وأنهم يتنافسون في الخيرات.

حتى إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: «مَا تَمَنَّيْتُ الإِْمَارَةَ إِلاَّ يَوْمَئِذٍ»، تمنى أن يكون هو ذلك الأمير الذي يقود الجيش، ويفتح هذا البلد، حتى ينال هذه الميزة: «يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ».

وقوله: «فَلَمَّا أَصْبَحُوا غَدَوْا عَلَى رَسُولِ اللهِ» يعني: ذهبوا إليه مُبكِّرين، من الغَدْوة، يقال: غدا إذا ذهب في الغُدُوِّ وهو الصباح، ويقال راح إذا ذهب في المساء، وقت الرَّواح، فالغُدُوُّ: الذهاب في أول النهار، والرواح: الذهاب في آخر النهار.

«كُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَاهَا» أي: كلٌّ يرجو أن يكون هو ذلك الرجل، لرغبتهم في الجهاد في سبيل الله، وإعلاء كلمة الله، والحصول على هذه البِشارة العظيمة.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (220).