فقيل: هُوَ
يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَأُتِيَ بِهِ، فَبَصَقَ فِي
عَيْنِهِ، وَدَعَا لَهُ؛ فَبَرَأَ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ.
****
قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: «أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ؟» قال الشيخ رحمه الله:
في هذا دليل على: «الإيمان بالقدر، لحصولها لمن لم يسع لها، ومنعها عمن سعى»، وأن
الإنسان وإن فعل السبب فإنه قد لا يحصل على المطلوب، لكنا مأمورون بفعل الأسباب،
أما النتائج فأمرها إلى الله سبحانه وتعالى لكن يُؤْجرون على مسعاهم، وعلى نيتهم
الطيِّبة، وعلى رغبتهم في الخير، وعلى خطواتهم ومشيهم إلى الرسول صلى الله عليه
وسلم.
وقال الشيخ - أيضًا
-: «فيه تَفَقُّد الإمام أو القائد لجنده» يعني: من حضر ومن تخلف.
«قَالَ: «أَيْنَ
عَلِيُّ؟»» هذا تَفَقُّد للجند، ما سكت وترك الذي لم يحضر، بل تَفَقَّده، فالإمام
والقائد يَتَفَقَّد جنوده، يَتَفَقَّد رعيّته، ولا يسمح لأحد أن يتخلف من غير عذر.
«فقيل: هُوَ يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ» أي أصابه رمد، وهو مرض من أمراض العيون المعروفة عند الأطباء. ويُروى أنه أصابه في المدينة، وأنه لم يخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم بسبب المرض، ولكن بعدما ذهب النبي صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه من المدينة، ضاقت عليه نفسه، وقال: كيف أجلس خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟، فخرج وهو مريض، ولَحِق بالنبي صلى الله عليه وسلم وما طابت نفسه أن يبقى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهكذا كان صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم: ﴿مَا كَانَ لِأَهۡلِ ٱلۡمَدِينَةِ وَمَنۡ حَوۡلَهُم مِّنَ ٱلۡأَعۡرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ ٱللَّهِ وَلَا يَرۡغَبُواْ بِأَنفُسِهِمۡ عَن نَّفۡسِهِۦۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ لَا يُصِيبُهُمۡ ظَمَأٞ وَلَا نَصَبٞ وَلَا