مَخۡمَصَةٞ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَطَُٔونَ
مَوۡطِئٗا يَغِيظُ ٱلۡكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنۡ عَدُوّٖ نَّيۡلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِۦ عَمَلٞ صَٰلِحٌۚ﴾ [التوبة: 120].
«فَأَرْسَلَ
إِلَيْهِ» أرسل إليه من يأتي به.
«فَأُتِيَ بِهِ،
فَبَصَقَ فِي عَيْنِهِ» يعني: تفل من ريقه الطيب الطاهر في عيني علي بن أبي
طالب رضي الله عنه.
«وَدَعَا لَهُ» بالشفاء.
«فَبَرَأَ كَأَنْ
لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ» وهذا - أيضًا - من معجزاته صلى الله عليه وسلم، حتى
قال علي «لَمْ يُصِبْنِي رَمَدٌ بَعْدَ ذَلِكَ» يعني: استمر هذا الشفاء طول حياته
رضي الله عنه ببركة ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولا شك أن التبرك بريق النبي صلى الله عليه وسلم وبعَرَقِه وبوضوئه أمر مشروع، وهذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم، أما غيره فلا يُتبرك بشيء منه، لا يُتبرك بشيء من الصالحين والأولياء، لأن هذا خاص بالرسول صلى الله عليه وسلم، وأفضل الأمة بعد نبيِّها هو أبو بكر رضي الله عنه ومع ذلك لم يُتبرك بريقه ولا بعرقه رضي الله عنه ما فعله الصحابة معه لعلمهم أن هذا لا يجوز إلاَّ في حق النبي صلى الله عليه وسلم، وفيما انفصل من جسده صلى الله عليه وسلم، أما أن يُتبرَّك بحجرته أو بقبره؛ فهذا لا يجوز، لأن هذا ليس منفصلاً عن جسد النبي صلى الله عليه وسلم، وسوف يأتينا باب خاص بمن تبرَّك بشجرة أو حجر أو نحوها.