×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِْسْلاَمِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللهِ تَعَالَى فِيهِ،

****

 وقوله: «ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِْسْلاَمِ» هذا محل الشاهد من الحديث للباب، «باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلاَّ الله». وهنا يقول: «ادْعُهُمْ إِلَى الإِْسْلاَمِ» فهذا فيه دليل على وجوب الدعوة إلى الإسلام، وأن العدوَّ يُدعَى قبل أن يُقاتَلَ، ولا يُبدأ بالقتال قبل الدعوة.

والإسلام هو: الاستسلام لله بالتَّوحيد، والانقياد له بالطاعة، والخلوص من الشرك وأهله، هذا هو الإسلام، انقياد مع خضوع وتعبد لله تعالى، من لم يستسلم لله كان مستكبرًا، ومن استسلم لله ولغيره كان مشركًا، ومن استسلم لله وحده كان موحِّدًا مسلمًا.

«وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللهِ تَعَالَى فِيهِ» يعني: اشرح لهم معنى الإسلام، وبيِّنْهُ لهم، وما يجب عليهم من حق الله - تعالى - فيه من الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، وغير ذلك من أركان الإسلام، فلا يكفي الدعاء إلى الإسلام مجملاً، كما يُثَرْثِرُ به بعض الدعاة اليوم ممن يقومون بالدعوة المجملة إلى الإسلام. ولو تسألهم ما هو الإسلام؟ ما استطاعوا يعرفونه، فكيف يدعون إلى شيء وهم لا يعرفونه؟ الذي يدعو إلى الإسلام لا بد أن يعرف الإسلام ما هو، ويبينه للناس للمدعوِّين، ويشرحه لهم، وإلاَّ ما معنى «ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه».

أما الإسلام المجمل، فكل يقول: إن هو عليه هو الإسلام؛ من الطوائف الضالة والمنحرفة والكافرة، كل يفسر الإسلام بمذهبه، وكلمة


الشرح