×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

إذًا ماذا يحصل للداعية الأول من الأجر؟ كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَْجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا» ([1])، فكيف بالأجر الذي يحصل للرسول صلى الله عليه وسلم سيِّد الدعاة، وإمام الدعاة؟ من يؤمن من الخلق إلى يوم القيامة يحصل للرسول مثل أجره، وكذلك الأئمة من بعده، الدعاة الذين جاءوا بعد الرسول، يحصل لهم من الأجور مثل أجور من تبعهم، نسأل الله الكريم من فضله.

فهذا فيه: فضل الدعوة إلى الله عز وجل والدعوة إلى الله أن تدعو الناس إلى كتاب الله وسنة رسوله، وإخلاص العبادة لله عز وجل.

والحكم بما أنزل الله، هذه هي الدعوة إلى الله عز وجل ليست مجرد انتساب، أو مجرَّد شكليَّات، أو مجرَّد شعارات، ولهذا كل دعوة ترتكز على المنهج الصحيح تنجح بإذن الله ولو بعد حين.

هذا شيخ الإسلام عُذِّب ومات في السجن؛ لكن نجحت دعوته فيما بعد، لماذا؟ لأنها دعوة أصيلة، ترتكز على الكتاب والسنَّة؛ كما قال الله تعالى: ﴿فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَيَذۡهَبُ جُفَآءٗۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمۡكُثُ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ [الرعد: 17].

أما دعاة الضلال - حتى ولو تَجَمْهَر حولهم مئات الألوف - فإن هذا غثاء كغثاء السيل.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2674).