فالدعوة الصحيحة
يبقى خيرها وأثرها على مرِّ الأجيال، أما الدعوة غير الصحيحة، أو الدعوة المغرضة
التي يُقصَد منها أشياء أخرى؛ فهذه وإن تَجَمْهَر الناس حولها في وقت من الأوقات،
إلَّا أنها لا بركة فيها، ولا خير فيها، ولا تؤثر في الناس خيرًا.
هذا حديث سهل بن سعد
الساعدي - رضي الله عنه -، وفيه من المسائل ما مررنا عليه، ويمكن أن نجمله فيما
يلي:
أوَّلاً: فيه مشروعية إرسال
الدعاة، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل علي بن أبي طالب داعيًا إلى الله
قبل الجهاد.
ثانيًا: - وهي مسألة مهمة -:
أن الدعوة تكون قبل القتال، ولا يجوز أن يكون القتال قبل دعوة، قال تعالى: ﴿وَمَا
كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبۡعَثَ رَسُولٗا﴾ [الإسراء: 15].
ثالثًا: فيه وصية الإمام
لمن يبعثه للدعوة إلى الله، وأنه يخطط له المنهج السليم، ويُرشده إلى الطريق
الصحيح الذي يسير عليه، وأن المُرسل يستمد الإرشادات من قائده ومن إمامه، ولا
يستبد هو بشيء، لأن هذا أضبط للأمور.
رابعًا: في الحديث دليل على
إثبات صفة من صفات الله عز وجل وهي المحبة، ردًّا على نُفاة الصفات، الذين ينفون
صفات الله عز وجل.
خامسًا: في الحديث دليل على
معجزات من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم.
أحدها: قوله: «لَأُعْطِيَنَّ
الرَّايَةَ غَدًا»، وقد وقع هذا.
ثانيًا: إخباره عن وقوع الفتح، وقد وقع.