وقوله: ﴿ٱتَّخَذُوٓاْ أَحۡبَارَهُمۡ
وَرُهۡبَٰنَهُمۡ أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ﴾ [التوبة: 31] الآية.
****
لأن لا إله إلاَّ الله كلمة قامت بها السموات
والأرض، ونُصبت من أجلها الموازين، وأُسست المِلَّة، وفُرض الجهاد، من أجل لا إله
إلاَّ الله، فهذه الكلمة لا تزال، لكن أحيانًا يكثر أنصارها والقائمون بها،
وأحيانًا يقلُّون، إلاَّ أنهم لا يُعدمون إلَّا عند قيام الساعة، حتى ولو كثر
الشرك، فإنه يكون في الأرض من يعبد الله وحده لا شريك له إلى قرب قيام الساعة.
﴿لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ﴾ [الزخرف: 28] أي: يرجعون إليها،
ويحققونها، وهذا حاصل والحمد لله، فإنه وإن حصل الشرك وكثر، فإن من ذرية إبراهيم
عليه السلام من يرجع إلى التَّوحيد الصحيح ويدعو إليه ويجدِّده للناس، فهذا من
رحمة الله سبحانه وتعالى.
فهذه الآية - كما
ذكرنا - دلَّت على أن معنى التَّوحيد، وشهادة أن لا إله إلاَّ الله: البراءة من
الشرك، وإفراد الله - تعالى - بالعبادة، فهي تفسِّر لا إله إلاّ الله.
الآية الثالثة: «قوله تعالى: ﴿ٱتَّخَذُوٓاْ أَحۡبَارَهُمۡ وَرُهۡبَٰنَهُمۡ أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَٱلۡمَسِيحَ ٱبۡنَ مَرۡيَمَ وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُوٓاْ إِلَٰهٗا وَٰحِدٗاۖ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ سُبۡحَٰنَهُۥ عَمَّا يُشۡرِكُونَ﴾ [التوبة: 31] ﴿أَحۡبَارَهُمۡ﴾ الأحبار: جمع حَبْر، أو حِبِر، وهو العالم. والرهبان: جمع راهب، وهو العابد.