فهؤلاء الذين
شغلونا بهموم الدعوة - كما يقولون - هم لا يفهمون، وقول الله تعالى: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ
يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ أَيُّهُمۡ أَقۡرَبُ﴾ [الإسراء: 57] الآية.
****
ولا يكون محسوبًا
على الدعوة، وهو لا يقوم بواجبها، لأن هذا يصبح سُبَّةً على الدعوة، ونَكْسَة على
الدعوة.
معنى الدعوة، ولا
يفهمون ما يُطلب من الداعية، فالواجب أن يكون الدعاة على بصيرة، حتى تُجدي دعوتهم،
وحتى تنفع، وحتى يُكتب لهم الأجر عند الله سبحانه وتعالى.
وقول الشيخ: «تفسير
التَّوحيد، وشهادة أن لا إله إلاَّ الله» هذا من عطف الدال على المدلول، المدلول
هو التَّوحيد، وشهادة أن لا إله إلاَّ الله هو الدَّالُّ، لأن شهادة أن لا إله
إلاَّ الله تدل على التَّوحيد، فهو من عطف الدال على المدلول، والشيخ رحمه الله
جمع بينهما في الترجمة ليبيِّن أن معناهما واحد، فمعنى التَّوحيد هو لا إله إلاَّ
الله، ومعنى لا إله إلاَّ الله هو التَّوحيد، من أجل أن لا يخفى هذا على أحد، فيظن
أن التَّوحيد غير لا إله إلَّا الله، بل هما شيء واحد، فهذا معنى جمع الشيخ رحمه
الله بين اللفظتين في الترجمة.
وقد ذكر الشيخ في
هذا الباب أربع آيات، وذكر حديثًا واحدًا.
الآية الأولى: قوله تعالى: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ أَيُّهُمۡ أَقۡرَبُ﴾، تتمة الآية: ﴿وَيَرۡجُونَ رَحۡمَتَهُۥ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُۥٓۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحۡذُورٗا﴾ [الإسراء: 57] قال جمهور المفسرين: إن هذه الآية