وله عن عُقبة بن
عامر مرفوعًا: «مَنْ تَعَلَّقَ تَمِيمَةً؛ فَلاَ أَتَمَّ اللهُ لَهُ، وَمَنْ
تَعَلَّقَ وَدَعَةً؛ فَلاَ وَدَعَ اللهُ لَهُ» ([1]).
****
قال: «وله» أي: للإمام أحمد رحمه الله
وقوله: «مَنْ
تَعَلَّقَ» أي: من علَّق هذا الشيء على جسمه، أو علَّق قلبه به، واعتقد فيه
أنه ينفعه أو يضره من دون الله عز وجل.
«تَمِيمَةً» التَّمِيمَة: خرزات
تعلَّق على الأولاد يتَّقون بها العين، وكذلك ما شابهها من كل ما يُعلِّق من
الخرزات وغيرها من الحُرُوز والحُجُب، فهذا ليس بخاص بالخرز، وإنما هذا التفسير
لبيان نوع من أنواع المعلَّقات، ومنهم من يعلِّق النعل على الباب، ويجعل وجه النعل
مقابلاً للشخص الآتي، أو على السيارة، ويظنون أن هذه الأشياء تدفع عنهم شر الحسد،
وكل هذا من أمور الجاهلية.
وقوله: «فَلاَ أَتَمَّ اللهُ لَهُ» هذا دعاء من النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله لا يتمُّ له أموره، ويعكس مقصوده عليه؛ والرسول صلى الله عليه وسلم مجاب الدعوة، فهذه الدعوة تتناول كل من علَّق على نفسه أو على غيره شيئًا من الحُجُب والحُرُوز والتمائم يريد بها كفَّ الشر عنه إلى يوم القيامة، إلَّا أن يتوب إلى الله عز وجل فمن تاب تاب الله عليه، ومن لم يتب «فَلاَ أَتَمَّ اللهُ لَهُ» يعني: لا أتم الله له أمره ومقصوده، بل أصابه بعكس ما يريد من الضرر والشر والخوف والقلق، ولهذا تجدون من يعلِّقون هذه الأشياء من أكثر الناس خوفًا وهمًّا وحزنًا وضعفًا وخورًا، بعكس الموحِّدين المعتمدين على الله، فتجدونهم أقوى الناس عزيمة وأقوى الناس
([1]) أخرجه: أحمد رقم (17404)، وأبو يعلى رقم (1759)، والطبراني في الشاميين رقم (234).