×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

وفي رواية: «مَنْ تَعَلَّقَ تَمِيمَةً؛ فَقَدْ أَشْرَكَ» ([1]).

وَلاِبْنِ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّهُ رَأَى رَجُلاً فِي يَدِهِ خَيْطٌ مِنَ الْحُمَّى، فقطعه، وتلا قوله: ﴿وَمَا يُؤۡمِنُ أَكۡثَرُهُم بِٱللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشۡرِكُونَ [يوسف: 106].

****

 قال: «وفي رواية» يعني: للإمام أحمد رحمه الله.

«مَنْ تَعَلَّقَ تَمِيمَةً؛ فَقَدْ أَشْرَكَ» هذه فيها زيادة على دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم عليه بأنه قد أشرك، فهذا تصيبه مصيبتان: مصيبة دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم عليه، والمصيبة الثانية في عقيدته، وهي أنه قد أشرك بالله عز وجل باتخاذ هذا الشيء، وهذا هو الشاهد من الحديث للباب؛ لأن الباب: «باب من الشرك تعليق الحلْقة والخيط ونحوهما».

فإن قلت: ما نوع هذا الشرك؟ هل هو الشرك الأكبر، نقول: فيه تفصيل إن كان يرى أنها تقيه من دون الله فهذا شرك أكبر وإن كان يعتقد أنها سبب فقط والواقي هو الله سبحانه وتعالى فهذا شرك أصغر لأن الله لم يجعل هذه الأشياء سببًا.

قوله: «وَلاِبْنِ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّهُ رَأَى رَجُلاً فِي يَدِهِ خَيْطٌ مِنَ الْحُمَّى» يعني: اتخذه أن يقيه من الحُمَّى، والحُمَّى: ارتفاع الحرارة في الجسم. فالرجل ربط الخيط من أجل أن يتقي الحُمَّى، فحذيفة بن اليمان رضي الله عنه قطع هذا الخيط من هذا الرجل، فهذا فيه إزالة المنكر، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى الحلْقة قال: «انْزِعْهَا».


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (17422)، والحارث في مسنده رقم (563).