×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

وروى أحمد عن رُوَيْفع قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَا رُوَيْفِعُ، لَعَلَّ الْحَيَاةَ سَتَطُولُ بِكَ بَعْدِي، فَأَخْبِرِ النَّاسَ أَنَّهُ مَنْ عَقَدَ لِحْيَتَهُ، أَوْ تَقَلَّدَ وَتَرًا، أَوِ اسْتَنْجَى بِرَجِيعِ دَابَّةٍ أَوْ عَظْمٍ، فَإِنَّ مُحَمَّدًا بَرِيءٌ مِنْهُ» ([1]).

****

الناس، خصوصًا إذا ضعف الإيمان، وخصوصًا في البلاد التي لا يُعتنى فيها بأمر العقيدة، فإن السحر يُتخذ حِرْفَة ومهنة في بعض البلاد، ولكن من نعمة الله على هذه البلاد أن هذا الشيء لا يوجد فيها إلَّا خُفية، لكنه يُطارد، وأهله - والحمد لله - أذِلاء.

«رُوَيْفِعُ» هو رُوَيْفِع بن ثابت الأنصاري - رضي الله تعالى عنه - تولّى إمارة بُرْقة في عهد الخلفاء في مصر، وتوفي هناك رضي الله عنه، وقد طال عمره.

قال: «لَعَلَّ الْحَيَاةَ سَتَطُولُ بِكَ» هذا إخبار من النبي صلى الله عليه وسلم أن رُوَيْفِعًا يعمّر، وقد عُمّر، ففيه: عَلَم من أعلام النبوة، وهو الإخبار عن شيء مستقبَل، ويقع كما أخبر به صلى الله عليه وسلم، وهذا مما أطلعه الله - تعالى - عليه.

«فَأَخْبِرِ النَّاسَ» هذا فيه دليل على تبليغ العلم، ونشر العقيدة، والدعوة إليها، وإنكار الشرك، وأن الإنسان يَتَحمَّل هذه الأمانة، لا يتخلى عنها، ويترك الناس يقعون في الشرك وفساد العقيدة، وهو ساكت، ثم يقول: اتركوا الناس مجتمعين، لا تفرقوا بين الناس، حاربوا الشيوعية وحاربوا المذاهب الهدَّامة، هل هناك أشد من الشرك؟


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (36)، والنسائي رقم (5067)، وأحمد رقم (16995).