وعن سعيد بن جبير
قال: «مَنْ قَطَعَ تَمِيمَةً عَنْ إِنْسَانٍ كَانَ كَعَدْلِ رَقَبَةٍ» ([1]) رواه وكيع.
****
«أَوِ اسْتَنْجَى» الاستنجاء: إزالة
أثر الخارج من السبيلين.
لأن الواجب أن
الإنسان إذا قضى حاجته أن ينقي المخرج إما بماء وإما باستجمار بالحجارة، فإن جمع
بينهما فهذا أفضل.
«بِرَجِيعِ دَابَّةٍ» الرجيع روث الدواب،
«أَوْ عَظْمٍ، فَإِنَّ مُحَمَّدًا بَرِيءٌ مِنْهُ» وهذا وعيد شديد يدل على
تحريم هذا الفعل، وهو الاستجمار بروث الدواب والعظام، لأن هاتين المادتين طعام
الجن وطعام دوابهم فلا يلوثهما عليهم.
قوله: «عن سعيد بن
جبير قال: مَنْ قَطَعَ تَمِيمَةً عَنْ إِنْسَانٍ كَانَ كَعَدْلِ رَقَبَةٍ» أي: كان كمن أعتق
رقبة من الرِّق، والمناسبة أن إعتاق العبد فيه إعتاق من الرِّق، وقطع التَمِيمَة
فيه إعتاق من الشرك؛ لأن الشرك رِقٌّ للشيطان بدل الرِّق للرحمن، ورحم الله الإمام
ابن القيم حيث يقول:
هَرَبُوا مِنَ
الرِّق الَّذِي خُلِقُوا لَهُ *** فبُلُوا بِرِقِّ النَّفْسِ وَالشَّيطَانِ
يعني: هم أرقاء لله، عبيد لله، لكن لما أشركوا به صاروا عبيدًا للشيطان، وعبيدًا للنفس والهوى، فالإنسان خلق لعبادة الله، فإذا تركها صار عبدًا للشيطان، فهو عبد ولا بد.
([1]) أخرجه: ابن أبي شيبة في المصنف رقم (23473).