وله عن إبراهيم
قال: «كَانُوا يَكْرَهُونَ التَّمَائِمَ كُلَّهَا، مِنَ الْقُرْآنِ وَغَيْرِ
الْقُرْآنِ» ([1]).
****
فالذي يزيل هذه
الظاهرة الشركية عن مسلم يكون كمن أعتقه من الرِّق في الأجر والثواب.
وسعيد بن جبير رحمه
الله اعتبر الشرك رقًّا، من أزاله فقد أعتق هذا العبد من هذا الرِّق الذَّليل
المهين، وجعله حُرًّا من عبادة المخلوق، عبدًا لله سبحانه وتعالى لا يعبد غيره،
فعبادة الله جل وعلا هي الحرية الصحيحة، ليست الحرية أن الإنسان يشرك ويكفر ويعتقد
ما شاء، كما يقولون: الناس أحرار في اعتقادهم. الناس خلقوا لعبادة الله، وعبادة
الله ليست من باب الذل والمهانة، وإنما هو من الإكرام، ومن الرِّفعة، وهذا شرف،
والله جل وعلا أكرم نبيه بالعبودية له؛ فقال: ﴿سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ
لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ﴾ [الإسراء: 1]، فعبودية الله شرف،
أما عبودية غيره فهي ذلٌّ ومهانة.
«رواه وكيع» ووكيع هو: وكيع بن
الجراح، الإمام الجليل، روى عنه الإمام أحمد وغيره.
قال: «وعن إبراهيم» أي: عن إبراهيم النخعي،
أحد الأئمة من التابعين.
وقوله: «كانوا» أي: كان كبار التابعين من أصحاب ابن مسعود لا يفصِّلون في التَّمائم، بل كانوا يكرهونها عمومًا، كما سبق أن الراجح
([1]) أخرجه: ابن أبي شيبة في المصنف رقم (23467).