×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

وَعَنِ ابْنِ مسعودٍ رضي الله عنه قال: سمعتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَة شِرْكٌ» ([1]) رواه أحمد وأبو داود.

****

 قال: «وعن ابن مسعود» هو: عبد الله بن مسعود بن غافل الهُذلي، الصحابي الجليل، من أئمة العلم المعروفين في الصحابة، ومن أشهر القرّاء لكتاب الله عز وجل، وهو الذي أُعجب النبي صلى الله عليه وسلم بقراءته، وقال: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْمَعَ الْقُرْآنَ غَضًّا طَرِيًّا كَمَا أُنْزِلَ؛ فَلَيَسْمَعْ إِلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ» ([2]) وقد أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يقرأ عليه، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ أَقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي»، قال عبد الله: فقرأت عليه من أول سورة النساء حتى بلغت قوله تعالى: ﴿فَكَيۡفَ إِذَا جِئۡنَا مِن كُلِّ أُمَّةِۢ بِشَهِيدٖ وَجِئۡنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰٓؤُلَآءِ شَهِيدٗا [النساء: 41] قال النبي صلى الله عليه وسلم:

«حَسْبُكَ»، قَالَ: فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ صلى الله عليه وسلم فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ ([3]). والشاهد من هذا: فضيلة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

وكان من أَوْعِيَة العلم، وكان له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة، وكان مُفتيًا من مشاهير المُفتين من الصحابة، وكان يقال له: صاحب السِّواد؛ لأنَّه كان يحمل نعلي الرسول صلى الله عليه وسلم.

وفضائله كثيرة رضي الله عنه وكان من السابقين الأولين.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (3883)، وابن ماجه رقم (3530)، وأحمد رقم (3615).

([2])  أخرجه: ابن ماجه رقم (138)، وأحمد رقم (35)، وابن حبان رقم (7076).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (4583)، ومسلم رقم (800).