×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

كَانَ قَبْلَكُمْ» وهذا فيه - أيضًا - عَلَم من أعلام النبوة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه في المستقبَل سيكون في المسلمين من يقلِّد الكفار، وهذا وقع كما أخبر صلى الله عليه وسلم، فتقليد الكفار الآن على قدم وساق، إلاَّ من رحم الله سبحانه وتعالى - وهذا خبر معناه التحذير وليس مجرد خبر.

فهذا الحديث فيه التحذير من التَّشَبُّه بالمشركين والكفار في أفعالهم وعاداتهم الخاصة وتقاليدهم وطقوسهم.

أما الأمور المباحة فلا بأس بالأخذ بها، نأخذ من المشركين الخِبْرات المفيدة، نأخذ منهم البضائع، نأخذ منهم الأسلحة، هذه أمور كانت في الأصل لنا، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿قُلۡ مَنۡ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِيٓ أَخۡرَجَ لِعِبَادِهِۦ وَٱلطَّيِّبَٰتِ مِنَ ٱلرِّزۡقِۚ قُلۡ هِيَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا خَالِصَةٗ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ [الأعراف: 32]، هذه المنافع في الأصل للمسلمين، ولكن لما تكاسل المسلمون أخذها أعداؤهم، فلا مانع أن المسلمين يأخذون بهذه الأشياء المفيدة، وليس هذا من التَّشَبُّه، إنما التَّشَبُّه هو تقليدهم في الأمور التي لا فائدة منها ولا قيمة لها، أو الأمور التي تدخل في العبادة والعقيدة والدين.

قد يُقال: أنتم تحرمون التبرُّك بالأشجار والأحجار والقبور، في حين أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يتبرَّكون بريق النبي صلى الله عليه وسلم وشعره ووضوئه، أليس هذا تبركًا بمخلوق.

فالجواب عن ذلك: أن هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم وبما انفصل من جسده صلى الله عليه وسلم لأنه مبارك، فما انفصل من جسده من ريق، أو عرق،


الشرح