وعن طارق بن شهاب
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «دَخَلَ الْجَنَّةَ رَجُلٌ فِي ذُبَابٍ،
وَدَخَلَ النَّارَ رَجُلٌ فِي ذُبَابٍ»، قَالُوا: وَكَيْفَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ
اللهِ؟ قَالَ: «مَرَّ رَجُلاَنِ عَلَى قَومٍ لَهُمْ صَنَمٌ لاَ يَجُوزُهُ أَحَدٌ
حَتَّى يُقَرِّبَ لَهُ شَيْئًا،
****
القول الثالث: أن المراد بمنار
الأرض: العلامات التي على الطرق، وكانت معروفة، وفي وقتنا الحاضر اللوحات التي
تجعلها المواصلات على الطريق، هذه من منار الأرض، فلا يجوز لأحد أن يغير هذه
الأعلام؛ لأنَّه يضلل الناس.
قال: «وعن طارق بن
شهاب» طارق بن شهاب البَجَلي الأخْمَسي، صحابي جليل، أدرك النبي صلى الله عليه
وسلم ولكنه لم يسمع من الرسول صلى الله عليه وسلم، فيكون حديثه عن الرسول مرسل
صحابي، ومراسيل الصحابة مقبولة من غير شك؛ لأن الصحابي لا يُرسل إلَّا عن صحابي
مثله، فمراسيل الصحابة ليست كمراسيل غيرهم.
«دَخَلَ الْجَنَّةَ
رَجُلٌ فِي ذُبَابٍ» هذا حديث عجيب؛ ولذلك تعجَّب منه الصحابة، والرسول صلى
الله عليه وسلم ساقه ولم يبيِّنه من أجل أن ينتبهوا ويتشوقوا لمعرفة معناه.
«قَالُوا: وَكَيْفَ
ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «مَرَّ رَجُلاَنِ عَلَى قَوْمٍ»» يعني: من الأمم
السابقة.
«لَهُمْ صَنَمٌ» الصنم هو: ما كان على صورة حيوان، أما ما عُبد وهو على غير صورة حيوان، كالشجر والحجر والقبر فهذا يسمى وثنًا، فالوثن أعم من الصنم، لأن الصنم لا يُطلق إلاَّ على التِّمثال،