×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

«فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «هَلْ كَانَ فِيهَا وَثَنٌ مِنْ أَوْثَانِ الْجَاهِلِيَّةِ يُعْبَدُ ؟»» يعني: هل كان في هذا المكان - ببُوانة - وثن من أوثان الجاهلية يُعبد، يعني: وأُزيل الآن.

والوثن: كل ما عُبد من دون الله من حجر ومن شجر أو صورة أو قبر، أما الصنم فهو خاصٌّ بما كان على صورة.

و«الجاهلية» المراد بها: ما كان قبل الإسلام، وقد زالتْ - بحمد الله - ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم، لكن قد يبقى منها أشياء في بعض الناس؛ مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه: «إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلَيَّةٍ» ([1])، ومثل قوله صلى الله عليه وسلم: «ثِنْتَانِ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلَيَّةِ؛ الطَّعْنُ فِي الأَْحْسَابِ، وَالنَّيَاحَةُ عَلَى المَيِّتِ» ([2]). فقد يبقى من أعمال الجاهلية شيءٌ في بعض المسلمين.

أما الجاهلية العامة فقد زالتْ ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم، لا كما يقول بعض الكُتَّاب: «جاهلية القرن العشرين»، أو «الجاهلية الحديثة».

فهذا فيه: دليلٌ على أنَّ الصنم ولو زال وأن الوثن ولو زال من المكان أنَّ هذا المكان يُترك ولا يُذبح فيه؛ لأنه قال: «هل كان فيها»، يعني: في الزمان الماضي؛ فدلَّ على أنَّ مكان الوثن يجب أن يُهجَر قال تعالى: ﴿وَٱلرُّجۡزَ فَٱهۡجُرۡ [المدثر: 5] الرجز الأصنام وهجرها: تركها وترك المكان الذي كانت فيه.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (30)، ومسلم رقم (1661).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (67).