«فقال النبي
صلى الله عليه وسلم: «هَلْ كَانَ فِيهَا وَثَنٌ مِنْ أَوْثَانِ الْجَاهِلِيَّةِ
يُعْبَدُ ؟»» يعني: هل كان في هذا المكان - ببُوانة - وثن من أوثان الجاهلية يُعبد،
يعني: وأُزيل الآن.
والوثن: كل ما عُبد من دون
الله من حجر ومن شجر أو صورة أو قبر، أما الصنم فهو خاصٌّ بما كان على صورة.
و«الجاهلية» المراد بها: ما كان
قبل الإسلام، وقد زالتْ - بحمد الله - ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم، لكن قد
يبقى منها أشياء في بعض الناس؛ مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه: «إِنَّكَ
امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلَيَّةٍ» ([1])، ومثل قوله صلى
الله عليه وسلم: «ثِنْتَانِ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلَيَّةِ؛
الطَّعْنُ فِي الأَْحْسَابِ، وَالنَّيَاحَةُ عَلَى المَيِّتِ» ([2]). فقد يبقى من أعمال
الجاهلية شيءٌ في بعض المسلمين.
أما الجاهلية العامة
فقد زالتْ ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم، لا كما يقول بعض الكُتَّاب: «جاهلية
القرن العشرين»، أو «الجاهلية الحديثة».
فهذا فيه: دليلٌ على أنَّ الصنم ولو زال وأن الوثن ولو زال من المكان أنَّ هذا المكان يُترك ولا يُذبح فيه؛ لأنه قال: «هل كان فيها»، يعني: في الزمان الماضي؛ فدلَّ على أنَّ مكان الوثن يجب أن يُهجَر قال تعالى: ﴿وَٱلرُّجۡزَ فَٱهۡجُرۡ﴾ [المدثر: 5] الرجز الأصنام وهجرها: تركها وترك المكان الذي كانت فيه.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (30)، ومسلم رقم (1661).