×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

وفيه: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَامَ فِينَا رَسُولُ الله ِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ: ﴿وَأَنذِرۡ عَشِيرَتَكَ ٱلۡأَقۡرَبِينَ [الشعراء: 214] فقال:

****

والإنسان مهما بلغ من الكفر والشرك والعناد، فإنه قد يهديه الله سبحانه وتعالى ويُصبح من أولياء الله الصالحين.

فهؤلاء أسلموا، وحسُن إسلامهم - رضي الله تعالى عنهم - مع أنهم آذوا الرسول، وقاتلوه، وآذوا المسلمين، ولكن منَّ الله عليهم بالهداية.

فالحاصل؛ أن هذه الآية الكريمة وما جاء في سبب نزولها فيها دليل على بُطلان الشرك؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه سادة المهاجرين والأنصار حصل عليهم من الضرر والهزيمة في وقعة أحد ما حصل، وهم سادات الأولياء؛ فدلَّ على أنه لا يجوز التعلق بغير الله سبحانه وتعالى لأن هؤلاء لم يستطيعوا الدفع عن أنفسهم، فكيف يدفعون عن غيرهم؛ لأن المخلوق مهما كان فإنه مخلوق، وهو فقير إلى الله سبحانه وتعالى قال الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلۡفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِۖ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ [فاطر: 15].

قوله: «وفيه» يعني: في «صحيح البخاري».

«عن أبي هريرة» أبو هريرة اشتهر بكنيته، أما اسمه فاختلف فيه العلماء على أقوال كثيرة، أصحها أنه: عبد الرحمن بن صخر، من قبيلة دوس المشهورة، قَدِم على النبي وأعلن إسلامه، ولازم النبي صلى الله عليه وسلم ملازمة تامة، يروي عنه الأحاديث، واهتمَّ بذلك اهتمامًا عظيمًا، حتى أصبح من أكثر الصحابة رواية للحديث، فإنه يوجد له في كتب السنَّة ما يزيد على خمسة آلاف حديث، فهو أكثر الصحابة رواية للحديث؛ لأنَّه تفرغ 


الشرح