لذلك، تفرُّغًا
تامًّا، واهتم به، اهتمامًا تامًا؛ فأعانه الله على ذلك، وحفظ لهذه الأمة قسمًا
كبيرًا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو راوية الإسلام - رضي الله تعالى
عنه -.
وقد تعجَّب بعض
الجهَّال في هذا العصر، الذين تأثروا بدعايات المستشرقين، أو بدعايات المبتدعة،
فاستغربوا كثرة الأحاديث التي رواها هذا الصحابي الجليل، فصاروا يتكلمون كلامًا
سيِّئًا في حق أبي هريرة رضي الله عنه، ولكن الله قيِّض من علماء الإسلام من دحض
هذه الشبهات، وردها في نحورهم، وبيَّن منزلة هذا الصحابي الجليل من بين الصحابة،
واهتمامه بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهناك كتابات كثيرة تدافع عن
مرِويَّات هذا الصحابي الجليل وتدحض شبهات المستشرقين والمبتدعة من الشيعة وغيرهم.
«قَالَ: قَامَ
فِينَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم » جاء في الحديث الآخر: «أَنَّهُ
قَامَ عَلَى الصَّفَا».
«حِينَ أُنْزِلَ
عَلَيْهِ: ﴿وَأَنذِرۡ عَشِيرَتَكَ ٱلۡأَقۡرَبِينَ﴾» أمره الله سبحانه وتعالى أن يُنذر عشيرته الأقربين، كما أمره الله أن
يُنذر الناس عامة؛ لأنه رسول إلى العالم كله: ﴿لِيَكُونَ لِلۡعَٰلَمِينَ نَذِيرًا﴾ [الفرقان: 1]، رسالته صلى الله
عليه وسلم عامة للثقلين الجن والإنس، وقد بلَّغ البلاغ المبين، ولكنه اختص عشيرته؛
لأمر الله له بذلك.
وفي هذا دليل على وجوب المبادرة إلى فعل الأوامر، فإنه صلى الله عليه وسلم لما نزل عليه ﴿وَأَنذِرۡ عَشِيرَتَكَ ٱلۡأَقۡرَبِينَ﴾ بادر بتنفيذه وإبلاغه، ففيه دليل على