وجوب المبادرة
بامتثال أوامر الله سبحانه وتعالى وأن الإنسان لا يتوانى إذا بلغه أمر من أوامر
الله، أو أمر من أوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإنه يبادر إلى تنفيذه، ولا
يتوانى، قال الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنٖ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمۡرًا أَن
يَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ﴾ [الأحزاب: 36].
والإنذار معناه: الأخبار والتحذير
من وقوع أمر مكروه، وأما البشارة فهي الإخبار عن أمر سار، فالله جل وعلا بعث هذا
النبي بشيرًا ونذيرًا، بشيرًا للمؤمنين بالخير والجنة، ونذيرًا للكافرين بالنار
والعذاب إلاَّ أن يتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى.
والعشيرة: جماعة الرجل الذين
ينتسب إليهم.
والأقربين يعني:
أقرب الناس إلى الإنسان، لأن القرابة تتفاوت، منها القرابة القريبة كالآباء،
والأمهات، والإخوان، والأخوات، والأعمام، والعمَّات، ومنهم أقارب أباعد مثل أبناء
الأعمام، وأبناء أبناء الأعمام إلى آخره، فهم أقارب، ولكنهم أقارب بعيدون.
وفى هذا دليل على أن الداعية والأمر بالمعروف والناهي عن المنكر يبدأ بأهل بيته وخاصته أوَّلاً، ثم بجيرانه وأهل بلده، ثم يتمدَّد بالخير إلى من حوله من البلاد، أما العكس وهو أن يذهب إلى الأباعد أو إلى البلاد البعيدة ويترك أهله، ويترك بلده، ويترك أقاربه، فهذا خلاف منهج الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أمره الله -تعالى- به في هذه الآية، فمن منهج الدعوة البداية بالأقارب، وبأهل البيت، كما قال الله -تعالى-: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِيكُمۡ نَارٗا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ ُ﴾ [التحريم: 6]،