×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

 أمر بوقاية النفس أوَّلاً، ثم بوقاية الأهلين؛ وذلك لأن الأقارب لهم حق، ومن أعظم حقوقهم: إرشادهم إلى ما فيه خيرهم، وصلاحهم، وفلاحهم، فهذا أنفع من أن تعطيهم الذهب والفضة والأموال، بل تبدأ بإرشادهم، وتوجيههم، ودعوتهم إلى الله -تعالى - لأن لهم حقًّا عليك، وليس حقهم مقصورًا على الإنفاق وإعطائهم المال.

وثانيًا: لأجل القدوة؛ لأنك إذا دعوت الناس وتركت أهل بيتك، فإن الناس سينقمون عليك، ولا يقبلون دعوتك، ولا توجيهاتك، يقولون لو كان صادقًا لبدأ بأهل بيته، يذهب إلى الناس ويترك أهل بيته على المخالفات، وعلى المنكر، وعلى الجهل، ويذهب إلى الناس يدعوهم إلى الله، هذا ليس من منهج الدعوة، منهج الدعوة أن تبدأ بالأقربين، ثم ينتشر الخير شيئًا فشيئًا على من حولهم، هذا المنهج السليم، أما الذي يتعدَّى بيته، ويتعدَّى بلده، ويذهب إلى الناس البعيدين يدعوهم إلى الله، وبيته فيه الجهل، وفيه الأخطاء الكثيرة، والمخالفات، أو في بلده وجماعته الأخطاء الكثيرة والمخالفات، فهذا ليس من منهج الدعوة.

هذا أمر يجب أن نتفطَّن له، فمنهج الدعوة يُؤخذ من الكتاب والسنَّة، لا يؤخذ من الاصطلاحات والآراء، كما عليه كثير من الدعاة اليوم، يأخذون مناهجهم من العادات والآراء والمقترحات، لا من الكتاب والسنَّة، انظروا إلى هذه الآية: «﴿وَأَنذِرۡ عَشِيرَتَكَ ٱلۡأَقۡرَبِينَ، وانظروا إلى قوله - تعالى -: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِيكُمۡ نَارٗا


الشرح